|


أحمد الحامد⁩
تحليل الشخصية بالكمبيوتر والزمن!
2024-12-17
اكتشفت أن هناك شركاتٍ متخصَّصةً في قراءة الشخصيات، تعطيك مجموعةً كبيرةً من الأسئلة لتجيب عنها، ومن خلال أجوبتك تحلِّل لك شخصيتك عبر برنامجٍ كمبيوتري مختصٍّ، يمنحك نقاط قوتك، ونقاط ضعفك، وصفاتك الجيدة، وصفاتك التي يجب أن تعمل على تحسينها، ثم يقدم لك مجموعةً من النصائح المناسبة في العمل والحياة.
اكتشافي لوجود مثل هذه الشركة، كان صدفةً عندما التقيت شابًّا، أعرفه وبيده مجموعةٌ من الأوراق، قال إنها تحليلٌ لشخصيته. في البداية اعتقدت أن شركة التحليل «نصابين»، لكنني عندما قرأت المكتوب، علمت أن معظم التحليل حقيقي، لأنني أعرف الشاب تمام المعرفة، والتحليل كان دقيقًا، خاصًّةً عندما كتبوا له أنه من النوع الذي لا يتقبَّل النصائح إلا من الغرباء، ويصعب عليه تقبُّل الآراء التي تخالفه، وأن صوته مرتفعٌ في النقاشات، وأنه لا يفضل الخوض في التفاصيل لحل مشكلاته في عمله وفي حياته.
قبل أن يغادر الشاب، سألني إن كنت أرغب في تحليل شخصيتي، لكنني رفضت، لأنني حلَّلت شخصيتي بالتجارب والزمن، ومع أن شركة التحليل صريحةٌ، لكنني أكثر صراحةً مع نفسي لدرجة الجلد!
تمنَّيت لو وجدت شركة التحليل للشخصية في بدايات حياتي، ربما كانت قد نفعتني لو علمت عن نفسي ما لم أكن أعرفه حينها، ربما لتجنَّبت كثيرًا من الأخطاء.
كنت في بدايات الشباب مندفعًا، مغرورًا بالكم القليل من التجارب والمعرفة، متسلحًا بكثيرٍ من الأفكار التي تقارب الأوهام، وبالطاقة الموجَّهة إلى غير ما يُفترض! من المحتمل لو أنني أجريت التحليل حينها، لأصبحت وسطيًّا، ولو استطعت أن أكون وسطيًّا، لحققت اليوم معظم طموحاتي. مشكلتي كانت وما زالت أنني إما بسرعة الصاروخ فأصطدم، أو ببطء السلحفاة فلا أصل، كل هذا لم أكن أعرفه عن نفسي.
محمود درويش: أنت وبكل ما أوتيت من هشاشةٍ لا يحق لك أن تميل .. لأن ثمّة من يتكئ عليك.