|


جوميز.. تلميذ نجيب وفارس أبيض يسعى إلى إنقاذ النموذجي

البرتغالي جوزيه جوميز، مدرب فريق الفتح الأول لكرة القدم، عند تقدميه (المركز الإعلامي ـ الفتح)
القاهرة ـ أحمد مختار 2024.12.20 | 02:09 pm

لم يحترف كرة القدم أبدًا لاعبًا، ولم تكن له صولات وجولات داخل المستطيل الأخضر بالزي الرياضي، إلا أنه سلك طريقًا مختلفًا، حين اتجه إلى عالم التدريب في شبابه، وحصل على أكثر من دورة تدريبية عندما بلغ العشرين من عمره، ليتخصص أولًا في مجال اللياقة البدنية، قبل التحول إلى مسار الخطط والتكتيك، هكذا بدأت مسيرة البرتغالي جوزيه جوميز، الرجل الذي صعد السلم خطوة فخطوة، حتى صار المدرب الفني الجديد لفريق الفتح، في محاولة لإبعاده عن شبح الهبوط بنهاية الموسم الكروي الجاري.
ويُدين جوميز بالكثير في مسيرته إلى شخص واحد فقط، إنه المدرب البرتغالي القدير جوسفالدو فيريرا، الرجل الذي صنع تاريخًا عريضًا مع فريق بورتو، الذي توج معه بـ6 بطولات، إضافة إلى إنجازاته وأرقامه المميزة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، برفقة فريق الزمالك المصري أولًا، ثم السد القطري، إذ يعرف عبر وسائل الإعلام البرتغالية بلقب «البروفيسور»، في إشارة إلى خبرته وعلمه الكروي الواسع، ومعلوماته القيمة في علم التدريب بصفة عامة.
جوسفالدو فيريرا هو الأستاذ بالنسبة لجوزيه جوميز، الذي أصبح في حضرته مجرد تلميذ صغير، يستمع إلى كلماته وينفذ نصائحه بالحرف، ويذهب معه إلى أي مكان يحل فيه، ويرضى بالعمل تحت إدارته في أي منصب بالطاقم الفني والتدريبي، لمدة وصلت إلى 4 أعوام.
نعم، لقد ظل جوميز مع فيريرا لمدة 4 أعوام، منذ عام 2008 وحتى 2012، إذ تدرج في الطاقم الفني للبروفيسور في مختلف المناصب والأماكن، بدءًا من وجود الثنائي في نادي بورتو البرتغالي.
وحتى بعد انتقال فيريرا إلى إسبانيا لقيادة فريق ملجا، ذهب جوزيه جوميز معه عام 2010، ثم انتقل معه أيضًا إلى باناثينيكوس اليوناني، خلال الفترة من 2010 وحتى 2012، قبل أن يتمرد نهائيًا بعدها على منصب الرجل الثاني، ويرتدي عباءة الرجل الأول حين تولى منصب المدرب الفني لفريق مول فيهيرفار المجري، خلال موسم 2013ـ2014.
وعلى الرغم من أن جوميز كانت له تجارب تدريبية قصيرة، قبل عمله برفقة جوسفالدو فيريرا، إذ قاد بعض الفرق البرتغالية، مثل باكوس، وأفيس، وموريينسي، إلا أنه لم يحقق نتائج مميزة حتى انتقاله إلى المجر، وقيادته فيهيرفار عام 2013.
وحقق جوزيه مع الفريق المجري نتائج مميزة، وحصل على المركز الرابع في نهاية الموسم، قبل أن يطرق أبواب السعودية للمرة الأولى، حين تولى تدريب التعاون، خلال الفترة من 2014 وحتى 2016.
وبينما كان أستاذه فيريرا يصنع المجد مع الزمالك المصري، ويحقق الثنائية المحلية برفقة الفارس الأبيض عام 2015، فإن جوميز أيضًا حقق نجاحات واضحة مع فريق التعاون في ولايته الأولى، حين قاد الفريق للحصول على المركز الرابع في دوري المحترفين، موسم 2015ـ2016، ليتأهل سكري القصيم إلى دوري أبطال آسيا.
وانتقل بعدها جوميز لتدريب الأهلي، حين فاز معه بلقب كأس السوبر السعودي عام 2016، بعد الفوز على الهلال في النهائي بنتيجة 4ـ3 بركلات الترجيح، إلا أن مسيرة البرتغالي لم تستمر طويلًا لسوء النتائج.
ومنذ رحيله عن قيادة الأهلي، لم يحقق جوميز النجاح المنشود، سواء مع بني ياس الإماراتي، وريو آفي البرتغالي، والتعاون في ولاية ثانية وثالثة، وألميريا الإسباني، ومارتيمو وتشيفاس في البرتغال، وريدينج الإنجليزي، لكن دون أي بصمة حقيقية يمكن ذكرها.
وإذا كان الزمالك بمثابة بوابة الشرق بالنسبة للأستاذ جوسفالدو فيريرا، فإن التلميذ جوميز استعاد بريقه مرة أخرى مع القلعة البيضاء، حين قاده للحصول على بطولتين عام 2024 في إنجاز يحسب للمدرب البرتغالي.
وتوج الأبيض مع جوزيه بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية عام 2024، قبل أن يتربع على عرش قارة إفريقيا منفردًا، بعد الفوز ببطولة كأس السوبر الإفريقي على حساب الأهلي في المباراة النهائية.
وبينما كان جوميز يكتب المجد مع الفارس الأبيض الزملكاوي في القارة السمراء، نجحت إدارة الفتح في الحصول على خدماته لقيادة الفريق خلال النصف الثاني من موسم 2024ـ2025، من أجل إنقاذ مسيرة النموذجي ومحاولة الحفاظ عليه بين كبار روشن، خاصة أنه يحتل المركز الأخير في الترتيب العام برصيد 6 نقاط فقط بعد 13 جولة.