|


ماذا تعرف عن سوق المباركية نقطة تجمع الجماهير الخليجية؟

الكويت ـ أحمد الشمري 2024.12.24 | 03:59 pm

في عام 1897 افتتح الشيخ مبارك الصباح، حاكم الكويت السابع، كشكًا صغيرًا في منطقة «القبلة»، أو باللهجة الكويتية العامية «جبلة»، عاده ديوانًا لإدارة الشؤون العامة، والاستماع إلى آراء ومشكلات الناس، ثم أصبح بعد ذلك أول محكمة في الكويت، لتُنسب بعدها المنطقة بالكامل إليه، وتُسمى منذ ذلك الحين وحتى الآن بـ«المباركية»، نقطة تجمع جماهير المنتخبات الخليجية المشاركة في بطولة كأس الخليج 26 لكرة القدم، المنظمة منافساتها حاليًا في الكويت.
عُرفت «المباركية» بأنها نقطة تجمع منذ الثمانينيات الميلادية، ومع مرور الوقت أنشأ التجار الكويتيون، الذين كانوا يجلبون بضائعهم من العراق، والهند، وإفريقيا، أسواقًا عدة، لبيع البضائع المختلفة ومتنوعة المصادر، لينتشر صيّته بعدها على مستوى الخليج باسم «سوق المباركية»، ويتحول كشك الشيخ الراحل إلى مُتحف أثري يستعرض مقتنياته، ووسائل الحياة في ذاك الزمان.
يتميز سوق «المباركية» بتصميمه الذي يشبه الأسواق القديمة، وتزخر أروقته بمحال مختصة في مجالات وفيرة، منها: اللحوم والأسماك، والمواد الغذائية والاستهلاكية، والتمور، والعسل، ومحلات العطارة، والملبوسات الرجالية والنسائية، بجانب مجموعة من محلات الذهب والمجوهرات والأكسسوارات والسلع التراثية والتحف والخزفيات والتذكارات، كما يضم السوق مجموعة من المقاهي الشعبية، والاستراحات والمطاعم التي تم تصميمها على الطراز المعماري القديم والمختصة بالمأكولات والمشروبات، ومحلات الحلويات الشعبية القديمة، مثل الدرابيل، والرهش، والبقصم، والزلابية.
شهد السوق العديد من التغيرات على مر العصور، ولكنه حافظ على طابعه التاريخي، وأصبح من المعالم الرئيسة التي تجذب الزوار والمقيمين على حد سواء.
يتكون «سوق المباركية» من مجموعة من الأزقة الضيقة، التي تلتف حولها المحلات التجارية الموزعة بين البازارات المغلقة، والأكشاك المفتوحة، إضافة إلى الممرات المسقوفة، ما يتيح للزوار حماية من الشمس في أوقات الصيف.
تُعد الأبراج السكنية التقليدية المصنوعة من الجص والطين، والمزودة بالنوافذ الخشبية المنقوشة، والأسقف، التي تم تصميمها باستخدام تقنيات قديمة لتوفير التهوية الجيدة، والأزقة الضيقة المتعرجة، من أبرز معالم «سوق المباركية»، التي بدورها أضفت له طابعًا تقليديًا عُرف به.
وفي عام 2022 سجل السوق التراثي أول حادثة مأساوية، بعد اندلاع حريق ضخم مجهول المصدر، التهم عشرات المحال، التي تحتوي على عطور وجلود، متلفًا بضائعهم، ونجم عنه إصابة 14 شخصًا، ما بين حروق طفيفة، وحالات اختناق، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الكويتية آنذاك عبر بيان صحافي.
وكشفت قوة الإطفاء العام الكويتية عن أن سبب اندلاع الحريق ناتج عن تطاير كتل حديدية ساخنة أثناء عملية قطع الحديد من قبل عماله كانت تعمل على فك وتركيب قواعد حديدية في أعلى المدخل الرئيس الخاص بأحد محلات العطور في سوق السلاح، ما أدى إلى سقوطها على مواد قابلة للاشتعال، مثل العطور والكحوليات، ليشتعل الحريق في المحل ذاته، ويمتد إلى المحلات المجاورة والمقابلة عن طريق الأخشاب الموجودة في أعلى المظلات خارج المحل، وساعدت العطور والكحوليات المخزنة بكميات كبيرة في تلك المحلات على انتشار الحريق.
وعن مستقبله يواجه «سوق المباركية» تحديات تتعلق بالتحديث والعمران المستمر في الكويت من أجل الحفاظ على جاذبيته التراثية، وتم ترميم بعض الأجزاء الحيوية فيه، وتطوير البنية التحتية بشكل يتماشى مع متطلبات العصر الحديث، دون التأثير على طابع السوق التاريخي.