|


خالد الشايع
هل التجنيس حل سحري لمشاكلنا؟
2024-12-25
مع بدء كل بطولة للخليج يعود جدل التجنيس ليطل بقوة على ساحة النقاشات الرياضية السعودية، وكأنه الحل الجذري لكل مشاكل منتخبنا الرياضي، والذي سيقودنا للبطولات، وكأننا دونه عاجزون عن إنتاج المواهب الأصلية، كما كنّا نفعل في العقود الخمسة الماضية.
للأسف لدينا المواهب، نحن لا نعاني من قلتها، هي موجودة بكثرة في الحواري والأزقة، وحتى في ملاعب الجامعات، وموجودة في الدوريات الأدنى
ولكنها بعيدة عن الأضواء، بعيدة عن الأنظار، لا تجد من يكتشفها، ثم تضيع في الهواء وكأن لم تكن، ومع التعديلات المدمرة التي أقرَّها الاتحاد السعودي مؤخرًا بتقليص عدد اللاعبين في قوائم الأندية لـ 25 لاعبًا فقط مع زيادة عدد الأجانب لعشرة، اثنان منهم من المواهب، وإلغاء دوري الشباب وتوقف الدوري الرديف، بات مصير أكثر من ألف موهبة هو متابعة المباريات من المدرج أو في المنزل.
لكي نعود من جديد، الحل ليس في جلب لاعبين أجانب، ومنحهم شرف ارتداء القميص الأخضر، قميص صالح النعيمة وماجد عبد الله وسامي الجابر ويوسف الثنيان.
بداية العلاج تكمن في التراجع عن قرار تقليص اللاعبين لـ 25 لاعبًا، وعودة الدوري الرديف بشكل إلزامي، وعودة دوري الشباب، والاهتمام بالمواهب الوطنية، لا أن أجنس لاعبين أجانب مقابل المال، في تصوري أنه من الأفضل أن أخسر وأسماء لاعبي منتخبي ناصر الدوسري وسلطان الغنام وفراس البريكان، ولا أن أفوز 5ـ0 وأسامي اللاعبين تيجالي وليما ومونتاري وفكتور.
التجنيس ليس حلًا سحريًّا وليس بناءً للمستقبل، والدليل ‏وضع قطر والإمارات في كأس الخليج وتصفيات كأس العالم رغم التجنيس، حققوا بعض المنجزات الوقتية ثم تراجع المنتخبان، لأنه لا يمكن الاستمرار على مبدأ التجنيس لما لا نهاية.
اليوم منتخب الكويت على الرغم من مشاكله، ومنتخب عمان المتواضع، يتفوقان على قطر والإمارات في بطولة الخليج.
شاهدنا كيف هزمت روح لاعبي منتخب الكويت الهواة مجنسي المنتخب الإماراتي، وماذا فعل هواة عمان أمام مجنسي منتخب قطر.
مهما كان سيظل إنجاز التجنيس وقتيًّا، لا يبني للمستقبل، وبالتالي نحن نحتاج للبناء الحقيقي، لدينا أكثر من 170 ناديًا، أمام هذا الرقم لا عذر للتقصير في اكتشاف النجوم المغمورة، كأس 1984 الآسيوية تحققت بلاعبين من الكوكب وأحد والقادسية والنهضة، ولا يوجد ما يمنع من أن يتحقق ذلك مجددًا، فقط نعود للجذور.