|


د.تركي العواد
السعودية والبقية
2024-12-27
أجرى طالبٌ خليجي بحث الدكتوراه عن التغطية الإعلامية لأخبار دول الخليج العربي في الصحف البريطانية، فوجد أن السعودية منفردةً، حصلت على أكثر من 90% من اهتمام الصحف البريطانية، واشتركت بقية الدول في اقل من 10%.
هذا الاهتمام بالمملكة له ما يبرره من وجهة نظرٍ صحافيةٍ بحتةٍ حيث تميل وسائل الإعلام للتركيز على الأشخاص، أو الأحداث، أو الدول التي تثير اهتمام الناس، وتزيد عدد القراء والمتابعين، وهو ما يسمَّى في الصحافة بالقيمة الإخبارية «newsworthiness» التي تجعل أخبار شخصياتٍ أو دولٍ معينةٍ أكثر أهميةً من أخرى.
لا شك أن السعودية تتصدَّر سلم الدول المثيرة للاهتمام صحافيًّا، فما يحدث اليوم في المملكة من حراكٍ ملهمٍ وغير مسبوقٍ عالميًّا، يجعل المملكة مثيرةً إخباريًّا، لذلك تبحث وسائل الإعلام ومن خلفها الناس عن مزيدٍ من الأخبار عن تلك الدولة التي استطاعت في سنواتٍ قليلةٍ التحول إلى نموذجٍ يشار له بالبنان للبناء والتطور والتغيُّر والتحول والجاذبية.
عليه، لا تستغربوا انحراف الحوار دون وعي في أي برنامجٍ أو استديو تحليلي للمنتخب السعودي حتى لو لم يكن الأخضر طرفًا في المباراة محور النقاش.
أعرف أنكم تضيق صدوركم عندما يصرِّح أحدٌ ضد المنتخب، أو يخترع ضيفٌ قصةً خياليةً للقاءٍ مع مدرب المنتخب السعودي، خصَّه هو دون البشر بكثيرٍ من الأسرار التي لا تباح. لا تستغربوا الضحكات والهمزات واللمزات والجرأة في انتقاد الأخضر ولاعبيه، لأنهم لو قالوا القصة ذاتها عن منتخب آخر لما اهتم أحدٌ.
يعجبني الشعب السعودي الذي يدافع دائمًا عن قيادته وبلده ومنتخبه، وكل ما هو سعودي، وهذا الولاء غير مستغربٍ أبدًا فهو متوارثٌ أجيالًا بعد أجيالٍ وبتاريخ يمتد 300 عام.
التقرير السنوي الذي نشرته «World Population Review» لعام 2024، ويقيس مدى إخلاص الشعب وشعوره بالحب والولاء والتفاني والدعم والفخر تجاه بلده، وجد أن السعودية في أعلى السلم، وفي المركز الخامس على العالم من حيث حب وولاء الشعب السعودي للسعودية.