في كل مرة ندخل عامًا جديدًا، نأمل أن يكون أفضل من سابقه على شعوب العالم، وأن يصدق ولو مرة ما كنا نشاهده في نهايات مسلسلات الأطفال: وعم السلام الأرض. العام 2024 رحل بحلوه ومره، أغلب أصدقائي لم يكتبوا أهدافهم للعام 2025 كما كانوا يفعلون، حتى أنا لم أكتب شيئًا، مع الوقت والتقدم في العمر أدركنا أن التغيير للأفضل لا يحتاج لتواريخ مميزة. ذكرياتي مع قوائم الأهداف كثيرة، واليوم عندما أراجعها أدرك أنها كانت للشخص الذي كنت أتمنى أن أكون عليه، الشخص المنضبط والمعتدل في كل شيء، ولم يكن الأمر مستحيلًا، لكنه لم يكن سهلًا. كان ترك التدخين هو أول ما أكتبه على رأس القائمة، وأول ما أفشل في تنفيذه، احتجت سنوات لتركه، ليس بقوة إرادتي، بل لأن شركات جديدة ظهرت ببدائل عن السجائر مثل العلكة التي تحتوي على النيكوتين، لا أعتبر الآن مدخنًا، لكني نيكوتيًا، بعبارة أخرى خرجت من إدمان فيه دخان، إلى إدمان بلا دخان. لم أنجح في إدارتي المالية رغم محاولاتي عند كل بداية عام جديد، كنت معجبًا بالمثل الشعبي "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب"! وضعني المثل في ورطات كثيرة ولم أرتدع، ولم تتحسن إدارتي حتى نقلتها إلى من يحسنها، أما ممارسة الرياضة وكانت مكونًا أساسيًا ضمن قائمة الأهداف السنوية فلم أنجح بالالتزام بها أيضًا، كل المرات التي مارست بها الرياضة لفترات طويلة لم أبدأها عند سنة جديدة، بل من شعوري بأهمية المحافظة على صحتي ومظهري. كان تخصيص وقت محدد في اليوم للقراءة من ضمن القائمة، لكني فشلت في التنفيذ، كانت وما زالت قراءاتي متقطعة، قد أقرأ رواية في يوم أو يومين، وقد أقرأ رواية في شهر أو شهرين! أما زيارة الأصدقاء وصلة الرحم لم تخلُ من القائمة، لكني فشلت بها أيضًا، كنت إما أزورهم جميعًا في أسبوع واحد، أو أغيب عنهم ستة أشهر. ربما أكون من أكثر الناس الذين سجلوا قائمة أهداف للعام الجديد، ولو أردت تسجيل قائمة أهداف جديدة فلن تزيد هذه المرة عن كلمة واحدة: الوسطية. لكن ذلك لا يعني أن من سجلوا قائمة أهدافهم للعام الجديد مخطئين، الخطأ يحدث عندما يتنازلون عن تحقيقها.