|


د.تركي العواد
استراتيجية «سوف»
2025-01-03
في كل مرة يخفق المنتخب - وأصبحت الإخفاقات كثيرة مؤخرًا - يُعاد طرح مشروع توثيق البطولات، ثم يضج الإعلام التقليدي والسوشال ميديا وتعلو أصوات المؤرخين والمبتدئين والقدامى والصاعدين، بطولات المناطق ليست محسوبة.. لا.. لا.. لا.. بل هي محسوبة كبطولات دوري.. فينسى الناس المنتخب وينفضوا من حوله وينشغلون بصراعات الأندية.
لا أدري من العبقري الذي اقترح رمي الطعم لتخفيف الضغط ونقل الحوار لقصة أخرى بلا نهاية، المشكلة أن هناك دائمًا مباراة قادمة وإخفاق جديد ينتظركم في الطريق، ولن يفيد المنتخب أساليب الدعاية القديمة ولا كل حيل الحرب العالمية الثانية.
نحن أمام واقع مرير، وقاع لم يسبق له مثيل، أصبحنا نقع أكثر مما نقوم، أصبحنا نخسر أكثر مما نفوز، أصبحنا نخسر على أرضنا من منتخبات لم تحلم يومًا بالتعادل معنا، أصبحنا نخسر من رقم 130 على العالم، وأصبحنا أضعف دفاع في الخليج، وأضعف هجوم في تصفيات كأس العالم.
صرف الانتباه عن الإخفاق لا يغير الواقع.. ولا يحول الهزائم إلى انتصارات.
يجب أن يكون لدينا خطة طوارئ لإنقاذ المنتخب فهو يغرق.. يغرق.
انتهى وقت الأعذار والاعتذار، وجاء وقت الحقيقة. لقد جربتم كل الأعذار ولم يتغير الحال، من الإصابات إلى الحكام والنقص والإرهاق، ليس هناك عذر إلا وقيل هذه الأيام، حتى الحظ والاستحواذ والفرصة التي ضاعت.. يا حرام.
لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه، لأن الإخفاق سيتكرر ولا حلول في الأفق ولو من بعيد، أجد أن الاتحاد وصل إلى طريق مسدود وتقطعت به السبل وضاعت البوصلة ولا يملك أفكارًا جديدة ولا قرارات منقذة.
نحن بحاجة لجراحة سريعة، لغرفة عناية مركزة، لا تتحدثوا عن استراتيجية 2030 ولا 2034، فمن لا يملك خطة لكأس الخليج لن يملك استراتيجية لعشر سنوات قادمة.
استراتيجية "سوف" ليست استراتيجية، سوف يتحسن المنتخب، سوف نتأهل لكأس العالم، سوف نصل للمركز العشرين على العالم. سوف "حرف " تسويفٍ ومماطلة وليس أبدًا.. أبدًا استراتيجية.