|


سعد المهدي
تلفزيوننا وينه؟!
2025-01-04
من السهل أن أنقل معركة مساءلة ومحاسبة فشل منتخبنا الكروي الأخير إلى أكثر من جهة غير اتحاد الكرة أو المنتخب، بعناصره وجهازيه الإداري والفني وأرمي بالكرة في ملعب إعلامنا الرياضي، وأخص الرسمي المتمثل في منصات هيئة الإذاعة والتلفزيون.
إن فعلت ذلك سأجد الكثير من التفاصيل التي فشل فيها الإعلام في أن يحافظ على قوة وهيبة الإعلام الرياضي السعودي التي اكتسبها عقودًا مضت، بعد أن حوَّل معركته إلى الداخل وصار جزرًا متفرقة ومختلفة في كل شيء وعلى أي شيء.
مَن يصدق أن القنوات السعودية الرياضية الوحيدة من بين الدول المشاركة، التي لم تشترِ حقوق نقل دورة كأس الخليج الـ 26 التي اختتمت أمس في الكويت، وعليه يترتب فقد المنصة التي يفترض أن تكون صوتًا ومنبرًا اعتمدت عليه باقي المنتخبات والجمهور، وإعلام الدول المشاركة في المتابعة والنقد والابتهاج، والغضب والترفيه دون استيراده من منصات أخرى غير محلية أو محلية غير منضبطة، ثم نسأل بعدها كيف تشكل هذا الرأي، أو مَن صنع هذا الاحتقان العام.
مشاهدة المباريات أو البرامج المصاحبة لأي بطولة متاح في أكثر من قناة تجارية، هذا يمكن أن يكون للمشاهد كافٍ، وإن كان مدفوع الثمن إلا أنه لمن يتولى مسؤولية توجيه الرأي العام وضبطه وتهمة صناعة المادة الإعلامية، الموضوعية المهنية والوطنية لن يفرط في أن يكون حاضرًا في مناسبات إقليمية كهذه أو دولية، ليجعل من الحدث مناسبة تتحقق فيها نجاح رسالته ورؤيته وأهدافه.
مَن يعتقد أن من يقف في صف المنتخب والمسؤولين عنه «مستفيد» بمعنى «فاسد» فليقبل أن يقال عنه إنه بنقده المنحاز بمرتبة «معادي»، ولأن مستفيدًا ومعاديًا يحتاجان إلى أدلة وبراهين مادية وهي غير متوفرة على الأقل ليتقبل كل منهما رأي الآخر دون اتهام، ولأن نقد المنتخب ومن حوله مشروع، فإن للنقد شروطًا وللاتهامات أدلة وإثبات، والصنفان موجودان «المستفيد والمعادي» في كل القضايا، ومن يمكن له أن «يفلتر» هذا الزخم هو الإعلام بأدواته ومنابره، ومن عليه هذه المهمة يفترض هي المنصة الوطنية الرسمية، وهنا نعود إلى جهته المناط بها ذلك هيئة الإذاعة والتلفزيون.
السياسة التحريرية قد تتباين ويبقى الهدف واحد والتنويع مطلب، لكن بأدوات جميعها صالحة لصنع ماده تلفزيونية مخرجاتها تعبر عن الرسالة، هذا لا نجده في المواد الرياضية المنتثرة في قنوات تلفزيوننا المختلفة، وغير متاح نهائيًّا في قنواتنا الرياضية الثلاث التي تبث 24 ساعة وتعجز عن أن تشد لها الأنظار أكثر من ساعتين في اليوم.. أعرف أن منتخبنا يعيش حالة حرجة وإنقاذه لن يكون على يد الإعلام أو الجمهور، فهؤلاء جميعًا منخرطون في معركة داخلية باسمه لا من أجله حتى إشعار آخر.. للموضوع بقية