|


خالد الشايع
البليهي والحمدان يكشفان واقع الكرة السعودية
2025-01-08
الأداء الباهت الذي يقدمه علي البليهي مدافع المنتخب السعودي وفريق الهلال وكم الأخطاء التي بات يرتكبها، وكان آخرها أمام الاتحاد، واستمراره على الرغم من ذلك أساسيًا في المنتخب والهلال يكشفان إلى أي مدى نعاني من نقص المواهب في الدفاع، فاللاعب الذي بلغ 36 عامًا، ما زال العنصر الأهم لدى الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب، والبرتغالي جيسوس، مدرب الهلال، لأنه لا يوجد لاعب قادر أن يكون أفضل منه على الرغم من تراجع مستواه العائد للتقدم في السن.
لا حسان تمبكتي ولا علي لاجامي ولا عون السلولي، ولا غيرهم من المدافعين برهنوا لمدرب المنتخب السعودي على أنهم أفضل من علي.
ليس في الدفاع فقط، قس على ذلك في كل المراكز، الأمر ذاته ينطبق على عبد الله الحمدان، الذي يقتنع فيه كبار المدربين، من مانشيني لرينارد، لجيسوس وقبلهم دياز، لأنه أفضل السيئين.
المحبط أن الحديث ينطبق على كثير من اللاعبين الذين تراجع مستواهم وقل عطاؤهم، دون أن يكون هناك لاعب قادر على إبعادهم عن الملعب، محمد كنو، صالح الشهري، سلطان الغنام، ومحمد العويس، أسماء كثيرة بلغت سن الاعتزال، ولكن لم يأتِ اللاعب الذي يستطيع أن يركنهم على الرف، ليس لنقص في المواهب، لدينا الكثير منهم، ولكن قصور في اكتشافهم.
نوشك أن نودع جيلًا مهمًا للكرة السعودية، ولكن دون أن يكون هناك من هم قادرون على حمل الشعلة من بعدهم، في تصوري السبب في ذلك يكمن في منح الثقة لمدربين لم يكونوا بقدرها في الفئات السنية، وخاصة المنتخب الأولمبي، لسنوات طويلة لم ينجح المنتخب الأولمبي ولا الأجهزة التي أشرفت عليه في تقديم مواهب حقيقية للكرة السعودية، على الرغم من أن دورهم الحقيقي هو اكتشاف المواهب ومنحها الفرصة، حتى الأبرز حاليًا مصعب الجوير، لم يكن ضمن خيارات المنتخب الأولمبي، لأن مدربه في ذلك الوقت كان يراه لاعبًا لا يستحق الانضمام للمنتخب.
حسنًا، كيف يمكن اكتشاف المواهب الحقيقية، كيف يمكن أن نطورها ونعطيها الفرصة التي تستحق، في ظل تمسك المدربين باللاعبين الأكبر سنًا والذين بدأت تشيخ عضلاتهم.
للأسف كان يمكن استغلال كأس الخليج لمنح الفرصة للاعبين الصغار، ولكن بدلًا من ذلك، وجدنا رينارد يتمسك بسلطان الغنام على حساب مهند شنقيطي، وبعبد الإله المالكي بدلًا من عبد الملك العييري، مع أنها كانت فرصة ثمينة لمنحهم الثقة للظهور، ولك بدلًا من ذلك لا فزنا باللقب ولا اكتشفنا لاعبين جددًا.
للأسف، الجيل الحالي يوشك على الرحيل، قد لا يلحق حتى بكأس آسيا 2027، دون أن يكون هناك بديل قادر على سد الفراغ.
في تصوري أن الحل يكمن في التركيز على اللاعبين المبتعثين، ومنحهم الفرصة في الأيام الدولية لخوض مباريات قوية بشعار المنتخب السعودي، وعبر جهاز فني مستقل، بعيدًا عن الفريق الحالي، منتخب رديف إن صحت التسمية، لتكون فرصة للمدرب الأول لمشاهدة هؤلاء اللاعبين الصغار، وفرصة أيضًا لهم لإثبات أنفسهم أمام فرقهم الأوروبية، منتخبان يلعبان في وقت واحد، لدى اتحاد الكرة الميزانية الكافية لتوفير ذلك، لو أراد فعلًا أن يحل المشكلة قبل أن تتفاقم، وإلا في 2027 ستكون كارثة حقيقية.