|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2025-01-08
* مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش. ربما سأتحول إلى صياد سمك تونة، لأن اليابانيين يشترون سمك التونة بأسعار فلكية، ويقيمون لها المزادات بشكل منظّم. قبل أيام بيعت سمكة تونة زرقاء الزعنفة وزنها 276 كيلو جرامًا بـ 1.34 مليون دولار كثاني أغلى سمكة تونة تباع في اليابان، ويعود الرقم القياسي للعام 2019 عندما بيعت سمكة تونة بـ 2.8 مليون دولار بلغ وزنها 278 كيلو جرام. عندما كنت أقرأ الأرقام الفلكية في هذا المزاد السنوي اكتشفت أن السبب دعائيًا تعتمده المطاعم الشهيرة، لأن المطعم الذي يشتري سمكة التونة الأغلى يصبح شهيرًا، وشراء السمكة أشبه بالحملة الدعائية للمطعم، وعلى هذا الأساس أستطيع القول إن اليابانيين أضافوا استراتيجية إعلانية جديدة اسمها استراتيجية التونة، وهي صناعة الشهرة بأقصر الطرق، فبدلًا من الدفع لحملة اعلانية طويلة يكفي أن تقوم بفعل واحد يختصر لك الوقت والجهد. قبل مدة قام أحد تجار العملات الرقمية باستخدام نفس طريقة التونة لتحقيق الشهرة عندما اشترى لوحة فنية عبارة عن موزة معلقة على جدار بمبلغ تجاوز 6 ملايين دولار. بدا تاجر العملات مجنونًا للكثير من الناس، لكنه حقق الشهرة العالمية التي كان يبحث عنها، كما أنه لم يدفع مالًا تعب في جمعه، كل ما فعله أنه أطلق عملة الكترونية تسابق الناس على شرائها فأصبح مليارديرًا! العالم الذي نعيش فيه عالم عجيب وغريب، تارة يبدو أنه مليء بالعلم والقواعد، وتارة أخرى أشبه بأفلام الخيال الكرتونية.
* من أغرب ما قرأته في الأيام الماضية هو وجود شركات في ألمانيا تقدم خدمة اكتشاف المتمارضين! الشركات متخصصة في كشف مدى صدق الموظفين الذين يبلغون عن إجازات مرضية، ترسل مخبريها لمراقبة الموظفين المتغيبين عن العمل بداعي المرض، تراقب تحركاتهم وقوتهم البدنية أثناء تجوالهم. العجيب أن إحدى الشركات تلقت ما يقرب من 1200 طلب من شركات تعتقد أن موظفيها يحصلون على إجازات مرضية لا يستحقونها! أما أطرف ما جاء في أحد التقارير عن موظف متمارض: دخل إلى الحفل الراقص عند العاشرة مساءً، ولم يخرج حتى انتهى الحفل، كان أكثر الحاضرين رقصًا!.