|


سعد المهدي
أهداف البليهي
2025-01-11
كل مهام الدنيا لها أهداف، متى تحققت ما تبقى يصبح أقل أهمية أو على الهامش، تختلف المهن عن بعضها البعض ويختلف معها مقياس النجاح ونسبه وبيئته، وكلما كان مسرح أحداثه تحت أنظار المتفرجين أو مباشرة من خلف الشاشات التلفزيونية كان حمله أثقل ونتائجه أكبر، سلبًا أو إيجابًا.

عالم الرياضة والرياضيين خاصة "التنافسية" منها أشهر مجالات الشهرة، وكذا التشهير، لا يمكن لمن يسعى لتحقيق ما يجعله "مشهورًا" إلا أن يبذل في مهنته جهدًا وصبرًا، وتحملًا أكثر من غيره ليرتقي لدرجة النجومية التي تحوط بها الأنظار، والإعلام والعشاق والكارهون.

لفت الأنظار يمكن أن تناله بتصرف شاذ صادم، أو لفظ خادش، أو تصرف أحمق لكنه لا يمنحك النجومية التي يتحقق منها مكتسب يرضي من "اصطفوا" معك ويغيض منهم ضدك، ولا يحقق لك الاستمرارية في أن تكون "تحت الأضواء" بالقدر الذي يجعل الأضداد أو بعض المؤيدين يحسبون "خطواتك،" ويعدون عليك "أنفاسك" هذا لا يتحقق إلا لمن استطاع أن ينجح في أن يصبح نجمًا "حقيقيا". وهي ضريبة واجبة الدفع.

على البليهي مدافع الهلال والمنتخب الوطني كنموذج شق طريق للنجومية "نالها"، وبالطبع "نالت منه" كغيره من النجوم الذين ليسوا على "الهامش" بل في قلب الحدث، لاعب لم تخدمه ظروف حاجة فريق بل برز كاحتياج، ولم يتم "إسناده" ليقف في وجه كل التحديات الفنية بل فرض نفسه أساسيًا على "المدربين" في أحد أعظم أندية القارة والمنتخب، شخصيته كلاعب متفردة وأسلوبه في التعامل مع المنافسين فرضه كفاعل على مسرح الأحداث.

أهدافه كلاعب وصل متأخر لمنصة الأضواء، تحقق منها" أكثر" مما ضاع، فقد استطاع أن يضع اسمه وصورته ومساهماته وإنجازاته و"الأحداث" التي صنعها وشارك فيها جميعها ضمن مسيرة كروية قصيرة، "احتاج غيره " لعقدين من الحضور في الملاعب ليحقق بعض منها، "فاق" الكثيرون منهم في عدد المباريات محليًا ودوليًا وإنجازات ومتابعة واهتمامًا، هذا في معناه "التأثير" المستمر و"الأثر" الباقي الذي لا يمكن أن يطوي سيرة "النجم" أو يرمي بها مع الزمن في غياهب النسيان.

تحققت أهداف البليهي، "خدم" ناديه ومنتخب بلاده و"خدمته" على الصعيد الشخصي، وبالإمكان العودة إلى مسيرته القصيرة "المفيدة" وتفقدها "مقارنة" مع غيره ممن افترض البعض أنهم "أساطير" ولم يصنعوا لأنديتهم أو المنتخبات قدر ما صنعه قياسًا بسنوات اللعب، استطاع أن يحقق أهدافه وأن يواجه التحديات التي تعرض لها، "أصاب وأخطأ" في التعاطي مع بعض الأحداث، "تأرجح" عطائه في بعض الفترات، تسبب في اهتزاز شباك فريقه في بعض المناسبات، وكل هذا وأكثر كان يحدث لكل "نجوم العالم"، في كل الملاعب ومراكز اللعب وأزمنته.

الجمهور والإعلام "الآخر" لا يمكن أن يسن أقلامه وأضراسه، إلا على من يؤلمه، يهزمه، أشجع منه، يمنعه، يتحداه، يستفزه، ينتزع حقه منه، لكن قانون اللعبة يفصل بينهما لا غيره، أما "النجومية" فليس بيد أحد أن "يغطيها" بادعاءات أو يمنحها أو يمنعها، ولم يتفق الكل في أي زمان ومكان على "لاعب" مهما كانت قدراته، وإنجازاته وشهرته حتى وإن اعتقد البعض هذا، أو حاولوا فرض "اسم" بالقول إن الجميع يتفق عليه.