* كان أحد زملاء الدراسة في الابتدائية متفوقًا، محبوبًا من الجميع، وعلاقاته ممتازة حتى مع طلاب الصفوف الأخرى. عندما انتقل إلى مدينة ثانية غادر المدرسة ونحن متألمون على انتقاله. بعد سنوات سمعت أنه التحق بالعمل في شركة خاصة، كان قد أنهى الثانوية. ومع الوقت صرت أسمع عن تفوقه، والمناصب التي تولاها وهو في عمره الصغير نسبيًا، ولم أتفاجأ عندما علمت أنه أصبح المدير العام وهو في الثلاثين. بعد ما يقرب من 20 عامًا من العمل في الشركة انتقل إلى شركة أكبر وبمسؤوليات أكثر تحديًا، وشاءت الأقدار أن أزوره في مقر الشركة. أخذني في جولة داخل أقسام الشركة، حتى وصلنا إلى قسم قال إنه القسم الأهم في الشركة، كان مجرد مكتب فيه عدة موظفين، قال إنهم يتلقون اتصالات العملاء، ويعملون على تلبية طلباتهم وعلى رضاهم ما بعد البيع، ثم قال: لا نعتبر أن هناك مشكلة في الشركة أكبر من عدم الرد على العملاء خلال ثوان، إما إذا اتصل أحد ولم يجبه أحد، تحدث مشكلة كبرى تتطلب إجراءً حازمًا. بعدما غادرت فهمت سبب نجاحهم، في الحقيقة أنهم لا يبيعون منتجات لا بديل لها في الأسواق، لكنهم يبيعون خدمة عالية، ويكسبون من العميل ثقته المطلقة بهم، كل هذا من حسن تواصلهم وتعاملهم، وليس من ندرة أو تفوق منتجاتهم.
* الأغنية وسيلة تواصل بين الفنان وجمهوره، أم كلثوم وعبد الحليم وطلال مداح ما زالوا يتواصلون مع جمهورهم بعد رحيلهم، لأنهم أرادوا أن يكون الوصل طويل الأمد، فعملوا بعناية فائقة على أعمالهم. ما زلت إلى اليوم أستمع لأعمال محمد عبده التي مضى عليها 50 عامًا دون الشعور بحاجز زمني بيني وبينها، لأنه عندما قدمها اهتم أن يكون تواصله مع جمهوره مبنيًا على الذوق الرفيع الذي لا يضعفه الزمن. في أحد استوديوهات التسجيل الغنائية سألني أحد الفنانين الشباب عن رأيي في أغنيته التي انتهى من تسجيلها، كان عليّ أن أكون صريحًا، أجبته: طقطقة.. راح يشغلونها في الحفلات كم أسبوع وبعدها ما راح تسمع عنها. ابتسم راضيًا بالإجابة.. كان هدفه أن يتراقص الناس عليها ولو لمدة قصيرة. وهذا ما حدث، ماتت الأغنية سريعًا، لأنه خاطب الخصر، ولم يخاطب القلب والعقل.
* في العلاقات الإنسانية يحتاج المرء إلى صبر وقوة تحمل في تواصله مع الآخرين، وإلى قدرة لا منتهية من الرفق والعطاء. لا تجوز المطالبة بالحصول على المكانة العالية في قلوب الناس دون دفع الثمن. هل من المعقول الحصول على احترام وتقدير الناس بينما لا تجيب حتى على اتصالاتهم ورسائلهم؟.
* الأغنية وسيلة تواصل بين الفنان وجمهوره، أم كلثوم وعبد الحليم وطلال مداح ما زالوا يتواصلون مع جمهورهم بعد رحيلهم، لأنهم أرادوا أن يكون الوصل طويل الأمد، فعملوا بعناية فائقة على أعمالهم. ما زلت إلى اليوم أستمع لأعمال محمد عبده التي مضى عليها 50 عامًا دون الشعور بحاجز زمني بيني وبينها، لأنه عندما قدمها اهتم أن يكون تواصله مع جمهوره مبنيًا على الذوق الرفيع الذي لا يضعفه الزمن. في أحد استوديوهات التسجيل الغنائية سألني أحد الفنانين الشباب عن رأيي في أغنيته التي انتهى من تسجيلها، كان عليّ أن أكون صريحًا، أجبته: طقطقة.. راح يشغلونها في الحفلات كم أسبوع وبعدها ما راح تسمع عنها. ابتسم راضيًا بالإجابة.. كان هدفه أن يتراقص الناس عليها ولو لمدة قصيرة. وهذا ما حدث، ماتت الأغنية سريعًا، لأنه خاطب الخصر، ولم يخاطب القلب والعقل.
* في العلاقات الإنسانية يحتاج المرء إلى صبر وقوة تحمل في تواصله مع الآخرين، وإلى قدرة لا منتهية من الرفق والعطاء. لا تجوز المطالبة بالحصول على المكانة العالية في قلوب الناس دون دفع الثمن. هل من المعقول الحصول على احترام وتقدير الناس بينما لا تجيب حتى على اتصالاتهم ورسائلهم؟.