|


عبد المحسن القباني
وانيت التعاون ولوسيد الفتح
2025-01-18
سأل الزميل محمد القناص في أبريل 2022 المدرب جوزيه جوميز: هل أحرقت بتصريحاتك هذه مراكب العودة إلى الدوري السعودي؟. لقد باح جوميز بكل ما فيه عن فترته في التعاون بعد إقالته، وانتقد الإدارة وبرمزية ساخرة حدد التغيّر بين فتراته في بريدة بقوله: «في السابق كانت سيارات الوانيت تملأ مواقف النادي، واليوم تبدل المشهد وحلت الفارهة مكانها، إنه ناد غني يسير في الاتجاه الخاطئ». وكان رده على السؤال أعلاه في برنامج «في المرمى» على شاشة العربية التالي: «.. لم أنتقد بشدة، لكني لست الرجل المناسب للأندية التي تريد مني تقديم الكذب أو تزييف الصورة».

واليوم عاد المدرب إلى الدوري السعودي راميًا ورقة الانفصال على زمالك القاهرة، مفتتحًا عودة لا يصدقها مع فتح المبرز، لعلها تجربة تبرزه من جديد بعد أن ظن الزميل القناص أنه أجرى مقابلة حارقة. استقبلوه في الدمام بالورود وأقلته لوسيد الفارهة إلى المقر في الأحساء لأول مؤتمر صحافي، وقال فيه ما قال.

عودته تثير موضوع تفاعل المدربين مع الصحافة وموقف الإدارات منه. هل نحن لا نحب تصريحاتهم الناقدة؟ الأمثلة تنفي ذلك، فذاك بسنك هاسي قد مكث ثلاثة مواسم مع الرائد ووجد دربًا إلى الأهلي، وبيننا نور الدين زكري المحموم، وطار اليوناني دونيس من الحجاز إلى سيهات وهو الذي قدم أقوى تصريح في الموسم الماضي حينما أفصح أن لاعبيه أضربوا عن التدريبات. ما سر هذا التبدل في مزاج الأندية؟ أم أن ذاكرتها ذاكرة رضيع؟ أم أن التسامح بلغ ذروته؟ أم أنهم يدركون ما يشقى به مدرب مع أنديتنا؟

ترفع هذه الصراحة من مستوى الدوري. لذلك نريد المزيد من «في المرمى». نريد المزيد من علو علاء الهمل و نصرة منصور العفالق. نريد المزيد من زكري ودونيس وجوميز وهاسي. كلما عرف الخارج بعضًا من الداخل كلما زادت الشفافية، فيبطل العجب لا في رجب فحسب بل طوال الموسم. وحقَ للجمهور سماع طرف من أي رواية، فالأندية ممولة وكأنها شركات مساهمة لا أندية رياضية تورّد المال من تلقاء نفسها.