|


محمد البكيري
مواجهة حمد الله وبنزيما
2025-01-21
الاتحاد والشباب وجهًا لوجهٍ. قد يكون هذا العنوان الرئيس للقاء الفريقين، لكن تبقى المواجهة التي ستأتي في سياقه بين «الرأسين العنيدين»، عبد الرزاق حمد الله من جهة، وكريم بنزيما من الجهة الأخرى، متعةً لوحدها، فهي مواجهةٌ بين أصدقاء الأمس.
الأول، ماكرٌ ومراوغٌ. قد تراه بعيدًا عن الكرة، قريبًا من المرمى، وفجأةً يظهر من النقطة العمياء للمدافعين. ينقضُّ على الكرة، ويقذفها في الشباك.
ذلك المهاجم والهدَّاف المغربي عبد الرزاق حمد الله، قائد الشباب، أمام فريقه السابق الاتحاد للمرة الأولى.
لو رأيت كلاسيكو الليلة بعيونه، ستجد أنه يعني له معركةً شخصيةً. إنه من تلك المعارك التي يفضِّلها لتحقن وريد نشاطه بالتحدِّيات، في مقدمتها إظهار بريقه الفني أمام أنصار فريقه في حضرة مدرَّجٍ عظيمٍ، كان أكبر داعمٍ له. أمَّا التحدي الآخر، فخطف الدهشة والإبهار بصناعة فوزٍ ثمينٍ، كما حدث قبل موسمين عندما سدَّد جزائية «بانينكا»، وقاد بها «النمور» إلى ضمان لقب الدوري.
في حين يتَّسم الثاني بأنه هادئ وماهرٌ، ويصنع اللغم بلمسةٍ لزملائه، ثم يتجوَّل في محيط الخطر مثل رجلٍ مسالمٍ، وفجأةً يتحوَّل إلى صاعقٍ كهربائي تحت أقدام الحراس، لا تعلم من أين أتى.
هذا هو قائد فريق الاتحاد، النجم الفرنسي كريم بنزيما.
أيضًا لو رأيت القمة بعيونه، ستجد أنها تعني له رهانًا شخصيًّا في استمراره قائدًا انقلابيًّا، أحدث كثيرًا من فوضى الخلافات الموسم الماضي، ليكون زعيم العرين الأصفر والأسود، كما هو اليوم مختلفٌ معه بمشورته في تشكيل خارطة اللاعبين المحترفين، وعزَّز ذلك بجهازٍ فني مناسبٍ، وبات يحمل مسؤولية المضي بزملائه إلى الألقاب كشرط هدنةٍ بينه وبين المدرَّج السعودي الأول.
سيقول بعضهم: لماذا حصرت مسؤولية حسم المواجهة بين حمد الله وبنزيما فقط دون غيرهما من اللاعبين؟
بكل بساطةٍ: معظم جمهور الفريقين، والنقَّاد لن يتجاوزوا عنهما إلى غيرهما في حال حدوث أي نتيجةٍ مُرضيةٍ.
تذكَّروا ذلك بعد نهاية القمة.