|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2025-01-24
* بالأمس التقيت بصديقي بندر بعد غياب دام 16 عامًا، كنا في مطعم مقابل هارودز في منطقة النايتس بريج، الطقس ممطر، والمطعم دافئ، وحبات المطر ترسم لوحاتها على الزجاج الخارجي. تحدثنا طويلًا، واستعدنا ذكرياتنا، والواضح أن ذاكرته اتفقت مع ذاكرتي على تقاسم الذكريات، لأنه تذكر ما نسيته، وتذكرت ما نسيّه. كان محتفظًا بحيويته، قال إنه يشعر وكأنه في الثلاثين، وكعادته تحدث عن «عرعر» وحبه الشديد لها. طلب بندر «همبورغر»، وعندما وصل طلبه كان من دون كاتشاب ومايونيز، كانت مجرد ساندويتشه بجانبها شرائح بطاطا. نادى على الجرسون وقال له: لقد طلبت ما عرضتموه في الصورة.. أين الكاتشاب والمايونيز؟ نظر بندر نحوي ورسم ابتسامة سعادة وقال: تصدق يا أحمد.. خدمات المطاعم في عرعر أفضل من مطاعم النايتس بريج.
* حفظ الله الجميع، نحن الذين في الخمسينيات بدأنا نعتاد على سماع ما لم نعتده: فلان في المستشفى جلطة.. لكن الحمد لله عدت. فلان أجرى عملية لركبته. فلان أصيب بالسكري من الدرجة الثانية «بسبب السمنة طبعًا». هذه هي الحياة، لكن معادلتها الصحية ثابتة بشكل عام، عامل جسدك بصورة صحية ليكون أكثر وفاءً لك. قبل أقل من شهر أصيب أحد الأصدقاء بجلطة في القلب، وقيل إنها بجانب القلب، لم أسمع عن جلطة تصيب محيط القلب، ربما أراد محبوه التخفيف عنه. عمومًا، صاحبنا بقي في المستشفى 3 أيام وغادر ولله الحمد، لكن تحولًا جرى في حياته لم يتوقعه أحد، لقد أصبح طيبًا مع الجميع دون استثناء، ودودًا لدرجة لا توصف، حتى جيرانه الذين لم يكن يعرف نصفهم، راح يدق أبوابهم للسلام والاطمئنان عليهم. الأحداث في حياة الإنسان نقاط تحوّل ودروس وعبر، وقد تكون أسوأ الظروف هي مصنع التغيير الذي يحتاجه بعض الأشخاص. آمل أن يبقى صديقنا بهذه الطيبة والود، وألّا تهزمه آفة النسيان.
* إدغار آلان: «ينسى الناس سنوات من الحب في دقيقة واحدة من الكراهية».