يصطدم فريق مانشستر سيتي الإنجليزي الأول لكرة القدم، السبت، بتشيلسي لحساب الجولة الـ 23 من الدوري الممتاز، وهو يعيش حالة فقدان للهوية والاتزان، جعلته يبتعد بشكل كبير عن سباق الحفاظ على لقبه، الذي توج به المواسم الأربعة الماضية، بالإضافة إلى احتمالية عدم إنهاء المسابقة في المربع الذهبي المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا التي فاز بها في 2023.
هذا التراجع، دفع السيتي إلى المركز الخامس بـ 38 نقطة، بعد أن فقد 21 نقطة من أصل 33، ابتداءً من الجولة العاشرة حيث سقط ست مباريات، وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل الوضع الراهن للفريق، الذي أنهى موسمين من قبل بهذا العدد من الخسائر، منذ تولي مدربه الإسباني بيب جوارديولا المهمة، الأولى كانت في الموسم الأول للمدرب في 2016 وأنهى المسابقة ثالثًا. أما المرة الثانية فكانت في 2020-2021 لكنه نجح في الفوز باللقب.
السيتي ومن أجل تعديل مساره دعم صفوفه في الانتقالات الشتوية بثلاث صفقات أهمها التعاقد مع المهاجم المصري عمر مرموش قادمًا من إنتراخت فرانكفورت الألماني مقابل 75 مليون يورو، إضافة إلى المدافعين الأوزبكي عبد القادر خوسانوف من لانس الفرنسي «40 مليونًا»، والبرازيلي فيتور ريس من بالميراس «37 مليونًا».
لكن في المقابل، فشل «السماوي» في تعزيز خط وسطه المنقوص من الإسباني رودري، الحائز على الكرة الذهبية، المصاب بقطع في الرباط الصليبي، إذ لم يبقَ لجوارديولا سوى الاعتماد على عناصر متقدمة في السن، تفتقر إلى الديناميكية والسرعة والقوة، على الرغم من تميزها مهاريًا، فالرباعي البلجيكي كيفين دي بروين، والكرواتي ماتيو كوفاسيتش، والألماني إلكاي جوندوجان، والبرتغالي برناردو سيلفا تراجع مستواهم الفني والبدني بشكل واضح في ظل تجاوزهم حاجز الـ 30 عامًا، لذا يواجهون صعوبة كبيرة في تغطية المساحات، ما يجعل الدفاع مفتوحًا أمام الهجمات المرتدة لمنافسيه، حيث استقبلت الشباك حتى الآن 29 هدفًا، علمًا أن الفريق أعار الجمعة ظهيره الأيمن الدولي الإنجليزي كايل ووكر، إلى ميلان الإيطالي إلى نهاية الموسم.
وعلى الرغم من الأجواء القاتمة التي يعيشها السيتي، أبدى جوارديولا ثقته في قدرة لاعبيه على إنهاء الموسم في المربع الذهبي على الأقل والتأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل وقال في مؤتمر صحافي الجمعة: «يمكننا أن ننجز المهمة، ولكن علي أن أفكر بصورة مختلفة».
وبخلاف طموحات المربع الذهبي في الدوري الإنجليزي يأمل السيتي أن تكون مواجهة تشيلسي، المنتشي بفوزه الأخير 3- 1 على وولفرهامبتون، بداية لمدواة جراحه التي نزفت كثيرًا على عشب ملعب حديقة الأمراء بالعاصمة الفرنسية، بعد السقوط المؤلم أمام باريس سان جيرمان 2- 4، في الجولة السابعة من مرحلة المجموعات لدوري أبطال أوروبا، على الرغم من تقدمه في النتيجة بهدفين نظيفين، الأمر الذي جعله يلامس الخروج من البطولة بحلوله في المركز الـ 25، ما لم يكسب ضيفه كلوب بروج البلجيكي، الأربعاء لحساب الجولة الأخيرة.
في الجانب الآخر، لا يعيش تشيلسي أيضًا أفضل أوقاته، إذ يحتل المركز الرابع بـ 40 نقطة. ويتسلح الفريق الذي يقوده الإيطالي إنزو ماريسكا، المساعد السابق لجوارديولا، في مهمته التالية بروح معنوية مرتفعة، بعد ما فاز على وولفرهامبتون 3-1 الجولة السابقة، بعد خسارتين وثلاثة تعادلات. ويطمح الفريق أن ينهي الموسم بإحدى بطاقات التأهل إلى دوري الأبطال.
ويعود تاريخ مواجهات الفريقين في الدوري الإنجليزي إلى موسم 1907-1908، عندما تعادلا في الجولة الـ 15، لكن ومنذ اعتماد مسابقة الدوري الممتاز في 1992، تقابلا 55 مرة، كانت الغلبة فيها لتشيلسي بـ 27 فوزًا مقابل 19 لسيتي، بينما تعادلا تسع مرات.
ومع وصول جوارديولا علا كعب الفريق السماوي في 17 مواجهة، كسب منها 10 وخسر 5 وتعادل مرتين. ويعود آخر فوز لتشيلسي إلى موسم 2020-2021 عندما فاز خارج ملعبه 1-2، حيث تلقى بعدها 5 خسائر، أربع منها تواليًا ثم تعادلين. فيما كان آخر انتصار للسيتي في الجولة الأولى من الموسم الجاري بهدفين نظيفين.
وكانت أكبر نتائج مواجهات الفريقين عندما كسب تشيلسي على ملعبه بسداسية نظيفة الجولة 11 « 2007-2008» ورد السيتي بالنتيجة نفسها في ملعب الاتحاد الجولة 26 « 2018-2019». وسجل وقتها الأرجنتيني سيرجيو أجويرو «المعتزل» ثلاثية، فيما وقع رحيم ستيرلينج «أرسنال» على هدفين وآخر لإلكاي جوندوجان، وهو الوحيد الذي ما زال ينشط مع الفريق، بعد موسم وحيد أمضاه مع برشلونة.