|


إبراهيم بكري
رياضة المعاقين بين الواقع والمأمول
2025-02-02
علينا أن نعترف أن مجتمعاتنا ما زالت تتعامل مع ذوي الهمم بنظرة إما شفقة أو عجز، لكن الرياضة جاءت لتدمر هذه الصورة النمطية وتثبت أن الإعاقة ليست سوى مجرد تحدٍ يمكن تجاوزه. الدمج الرياضي لم يعد مجرد شعارات، بل أصبح واقعًا يُغيّر حياة الآلاف، ويصنع منهم أبطالًا يُلهمون العالم.
وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية فإن 15% من سكان العالم يعانون من إعاقة ما، لكن الغالبية العظمى منهم لا يجدون فرصًا لممارسة الرياضة بسبب نقص المرافق أو الدعم. ومع ذلك، فإن الأرقام تُظهر أن المشاركة في الأنشطة الرياضية تُحسّن الصحة النفسية لذوي الهمم بنسبة 60%، وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الاندماج المجتمعي.
لكن السؤال الأهم:
هل توفّر بلادنا العربية البنية التحتية اللازمة لدمج ذوي الهمم في الرياضة؟
للأسف، الإجابة في كثير من الأحيان تكون «لا». معظم الملاعب والصالات الرياضية غير مجهزة لاستقبال الكراسي المتحركة، والفرق الرياضية المتخصصة نادرة، بل إن بعض المجتمعات ما زالت ترفض فكرة مشاركة ذوي الهمم في الفعاليات العامة.
وفقًا لتقرير الاتحاد العربي أقل من 10% من الملاعب العربية مجهزة بمنحدرات أو مرافق لذوي الهمم. حتى الصالات المُعلن عنها «مُتطورة» تخلو من أبسط أدوات التأهيل، مثل كراسي الجري المُتكيفة أو أحواض السباحة ذات المنصات المُتحركة.
السؤال الذي يفرض نفسه:
متى ندرك أن الاستثمار في رياضة ذوي الهمم ليس عملًا إنسانيًا فحسب، بل هو واجب وطني واقتصادي؟
كثير من هؤلاء الأبطال يمكن أن يصبحوا سفراء لبلادهم، ويجلبون ميداليات ومكاسب معنوية تفوق التوقعات.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الرياضية» وأنت كما أنت جميل بروحك. وشكرًا لك.