|


عبد المحسن القباني
صلاة اللاعب في مصلى الملاعب
2025-02-08
تأمل واقع الملاعب السعودية بشأن الأماكن المخصصة لصلوات الرياضيين. هل لمحتهم يصلون في ممر أو تحت الدرج، أو في غرفة الإحماء ومن حولهم يتخاطبون وفي خارجها يقرعون الطبول؟. هذا الحال لمن لا يعرف. فهل يجب أن يبقى الأمر كما هو عليه؟ لم يطّلع المجتمع الرياضي على تفاصيل المشاريع الإنشائية للملاعب المقبلة. من الضروري التشديد على أهمية تخصيص مصليات للرياضين بالقرب من تبديل الملابس. فبالإضافة لأنها فرض، فهي من مقومات تجويد اللعبة وتحسين ظروف اللاعب قبل المباراة.

لم أنتبه لهذه المسألة حتى مر علي حدثان في يوم واحد، وياللمفارقة، زرت أستاد رابيد ڤينا في العاصمة النمساوية، ومن ضمن الجولة اطلعوا الزوار على غرفة هادئة ومبجلة للصلوات والترانيم للاعبين، وحين عدت للفندق، انتشرت كواليس إحدى الفرق السعودية وهي تستعد لمباراة في ملعب الجامعة في الرياض، وكان اللاعبون قد افترشوا سجادات في غرفة الإحماء وارتدى بعضهم مناشف لتغطية ركبهم كشرط للصلاة، ومن حولهم يتضاحكون ويتمرنون، والمصور يقتحم المكان ويتجول. هذا المشهد يجب ألا يتكرر في الملاعب الجديدة أو المحدثة. ولا أعرف لماذا اضطر لأن أكتب؟ لماذا لا يتحد اللاعبون السعوديون في موقف نقابي من خلال رابطتهم ويطالبون بذلك.

في دراسة من جامعة تركية بعنوان How do atheist, Christian, and Muslim elite athletes motivate themselves before competitions? كيف يحفر اللاعبون النصرانيون والمسلمون والملحدون أنفسهم للمنافسات، أشارت الدراسة إلى أن الصلاة العامل الأهم للاعب المسلم خلافًا للنصراني أو الملحد اللذين قد يفضلان الموسيقى أو إشعال رغبة الفوز في دواخلهم. ليست غريبة علينا مثل هذه النتائج، ولكن الغريب أن تستمر المشاريع الإنشائية بلا تخصيص مصليات للاعبين. تلك الأماكن المصممة بدراية كي تجلب الخشوع والطمأنية لكل مصل من لاعب وإداري، وتعظم الشعيرة..