|


تركي السهلي
نهاية التوثيق
2025-02-10
مع حلول مارس المقبل تكون لجنة توثيق البطولات قد أنهت أعمالها، وأعلنت نتائجها النهائية. وبذلك تنتهي مسألة أشغلت الوسط الرياضي سنوات طوالًا. والأندية التي تُطالب بسجلاّت أكبر، لم يكن أمامها سوى القبول بالوضع كونها صوّتت على المعايير في الجمعيّة العموميّة، واعتمدت مع اللجنة السجل الكامل.
وبذلك، تطوى صفحة طويلة تداخلت فيها الرغبات، والأهواء، والتكتّلات، لتنجح المملكة العربية السعودية في تدوين تاريخها الكُروي.
والسعودية بلد ضخم رياضيًا، وصاحبة تاريخ طويل منذ آواخر العشرينيات الميلادية، ونحمد الحمد الله الذي خلّص «مشروع التوثيق» من المائلين إلى طمس الحقائق، وتشويه التاريخ.
لقد وضعت اللجنة معاييرها في التقييم والاعتماد وفصلت بين البطولة والدوري وعادت إلى الوثائق والخطابات الأولى، وأنصفت كُل طرف. وفيما لو حدث صخب وردّة فعل من أي نادٍ فيتحمّله «مُمثّل النادي» الذي أخفق في قراءة المرحلة، والسير على المعيار.
إنّ أفضل ما عملته لجنة التوثيق، هو ابتعادها عن المطالب الضيّقة، والنظر للموضوع بأكمله على أنّه التاريخ السعودي في كرة القدم، وهذا ما يمثّل النجاح لها. كما أن الاعتماد النهائي والمضي وفق لوائح وتنظيم، أنصف الذين كانوا يطالبون بتاريخ كرة القدم في البلاد لا في الأندية.
ومع الإعلان، سيعرف كل نادٍ كم لديه من بطولات سواء مناطق أو غيرها، وسيعلم الجميع متى كان الدوري السعودي وفي أيّة سنة بدأ فعليًا، ومنهم أصحاب السجّلات الطويلة فيه.
لقد تخلّصت لجنة توثيق البطولات من عبء كونها مشكلة إلى وجودها كحلّ، وهو ما كانت تقع فيه من قبلها، واستطاعت الأخيرة أن تعمل وفق الأمانة العلمية لا وفق نفس التكتلات والتشويه.
إنّ الغرض الأكبر من التوثيق، كان لحماية تاريخ الاتحاد السعودي لكرة القدم، وحفظ المجد السعودي الطويل بأنديته وبطولاته ورموزه الكبيرة التي كتبت تاريخ البداية.
لقد عاد الهدوء، ولم يعد أمام الأندية وجماهيرها سوى محاسبة ذاتها فيما لو أتت النتائج عكسيًا، فاللجنة أنجزت ولا مجال لتحميلها أيّة نقاط غير واضحة. لقد وضع كُل نادٍ مُمثّلاً عنه والحساب للمُمثّل لا لمعايير اللّجنة.