|


دياز.. اشتد ساعده مع الملكي فرمى السيتي

القاهرة ـ أحمد مختار 2025.02.14 | 02:01 pm

وُلِد في ملقة لأم إسبانية وأب مغربي ريفي هو صوفييل عبد القادر محند، الذي هاجر في شبابه من الريف إلى أوروبا، ليعيش هناك، ويتزوج، ويبدأ حياة أخرى، حين رزق بطفل صغير أسماه إبراهيم أو «براهيم»، كما أصبح الاسم الرسمي له في الملاعب، بعد أن صار لاعبًا مشهورًا في الأوساط الكروية الإسبانية.
نشأ إبراهيم دياز في الجنوب الإسباني، بالتحديد في ملقة، إذ انضم لفريق الناشئين خلال الفترة من 2010 وحتى 2015، قبل أن يقرر السفر إلى بلاد مهد كرة القدم، وإنجلترا، من أجل الانضمام إلى أكاديمية شباب مانشستر سيتي.
وبسبب موهبته الكبيرة، قرر مسؤولو مانشستر سيتي تصعيده رسميًا إلى الفريق الأول، إذ شارك بديلًا في مباراة كأس رابطة الأندية الإنجليزية أمام سوانزي سيتي، ووقع بعدها مباشرة أول عقد احترافي مع مانشستر سيتي لمدة 3 أعوام.
في مان سيتي، تعلم إبراهيم دياز مبادئ التكتيك وكرة القدم. يقول اللاعب المغربي الأصل عن تلك الفترة: «أدين بالكثير إلى فترتي مع السيتي، خاصة عندما تدربت تحت قيادة المدرب بيب جوارديولا، ولعبت في الأجواء الإنجليزية الصعبة في ملاعب كبيرة وممتلئة بالجماهير».
ومع الوقت، حاول دياز الحصول على فرصة أكبر في فريق السيتي، لكنه اصطدم بكثرة النجوم داخل المجموعة، خاصة خلال بدايات عام 2018، إذ شهد تطور الفريق بشكل واضح تحت قيادة جوارديولا، ليصبح النادي الأبرز والأفضل في إنجلترا، والمنافس الأقوى على البطولات كافة.
ونتيجة لذلك، سجل دياز هدفين فقط في 15 مباراة مع الفريق الأول لمانشستر سيتي، على الرغم من أنه كان أحد أهم المواهب في أكاديمية الشباب والناشئين بالنادي، مع تسجيله 11 هدفًا وصناعته 10 في 33 مباراة مع فريق مان سيتي تحت 21 عامًا.
وبدأ إبراهيم يفقد الصبر مع مرور الوقت، خاصة مع ظهور مواهب أخرى بدأت تحصل على الفرصة، مثل الإنجليزي فيل فودين، لذلك فضل دياز العودة إلى إسبانيا مع حصوله على عرض رسمي من جانب ريال مدريد، انتقل في صيف 2019 مقابل نحو 17 مليون يورو.
وحتى لا يعيش الأجواء نفسها مع مدريد، التي عانى منها كثيرًا في السيتي، قرر إبراهيم دياز خوض تجربة جريئة برفقة فريق ميلان في إيطاليا، ليحصل على الثقة والخبرة المطلوبة، ويصبح لاعبًا أفضل في كل شيء، مع لعبه 124 مباراة رسمية مع الروسونيري خلال الفترة من 2019 وحتى 2023، إضافة إلى فوزه بلقب الكالتشيو وتسجيله 18 هدفًا بقميص العريق الإيطالي.
وعندما أصبح لاعبًا أفضل، عاد إبراهيم دياز إلى صفوف ريال مدريد، ليصنع التاريخ برفقة الميرينجي ومدربه كارلو أنشيلوتي. وعلى الرغم من أنه لم يطرق بعد أبواب التشكيلة الأساسية بسبب وجود نجوم كبار بقيمة فينسيوس جونيور، وكيليان مبابي، وورودريجو، إلا أن دياز أثبت أنه أحد أفضل الأوراق الرابحة في العالم، مع دخوله وصناعته الفارق في أكثر من مباراة.
وتمكن دياز من تسجيل 4 أهداف وصناعة 6 هذا الموسم مع ريال مدريد، إلا أن تأثيره الأكبر ظهر خلال قمة دوري الأبطال بين ناديه الحالي وفريقه السابق مانشستر سيتي، عندما دخل في الدقائق الأخيرة، والنتيجة تشير إلى تأخر الريال بهدف مقابل هدفين، لينطلق ويسدد كرة ماكرة في شباك إيدرسون، ويرفض الاحتفال احترامًا للنادي الذي بدأ معه مسيرته الكروية، لكنه كان سببًا رئيسًا في إدراك التعادل، ثم تحقيق الريال الفوز في الوقت القاتل بفضل هدف بيلنجهام، ليُدين أنشيلوتي بالكثير إلى بديله الناجح الذي قلب المباراة رأسًا على عقب، ويعاني أنصار مانشستر سيتي من لاعبهم السابق، الذي هزمهم في عقر دارهم، وكأنهم يقولون بأعلى صوتهم: «أعلمه الرماية كل يوم، فلما اشتد ساعده رماني».