لماذا يجب أن تضع فرق كرة القدم استراتيجيات واضحة لمسارها الفني؟ ولماذا عليها أن ترسم نهجًا محددًا لتعاقداتها الفنية وحتى الإدارية ؟
باختصار، لأن هذه الاستراتيجيات هي التي ترسل مسار الفريق خلال «عام - أو خمسة أعوام»، ويتم الاعتماد عليها بشكل جذري.
هل أنديتنا تفكر بفكرٍ استراتيجي محدد؟ أم أن القرارات تبنى داخل اجتماعات سريعة في مقر النادي وقد تتداخل معها «أهواء» غير فنية، كالتعاقد مع مهاجم لأنه مشهور أو لأن له مواصفات معينة «قد لا تتلاءم مع الفريق»، مثل إجادته لضربات الرأس أو التسديد من خارج المنطقة.
وهل لدى أنديتنا فعلًا استراتيجية واضحة ومحددة لهوية فرقها الكروية؟
في رأيي أن هناك فرقًا تملك هذا التوجه، ولو رأينا شخص فريق الهلال لتمثل على أرض الواقع شخص «سالم الدوسري»، فريق قوي لياقيًا.. سريع.. يعتمد اللعب أكثر على الأجنحة، كل لاعبيه يرجعون بقوة لدعم الخطوط الخلفية، ولا يميلون للعب الفردي والبحث عن «الأنا»، لذلك هوية الهلال لا يجدي معها التعاقد مثلًا مع «نيمار» أو رياض محرز أو حتى هدافًا بارزًا مثل حمد الله.
لنأخذ مثالًا آخر، فريق التعاون خلال الأعوام الأخيرة، نجح في رأيي بتشكيل هوية تشبه شخص «أشرف المهديوي»، وأصبحت هوية الفريق الفنية متوازنة، لا تعتمد على الدفاع والتكتل «مثل جاره الرائد»، ولا تبحث عن الاستحواذ المبالغ فيه، المرونة الدفاعية والسرعة في التنقلات الجماعية، وأثمر ذلك عن بطولة كأس الملك وتحقيق وصافتها في نسخة أخرى ووصافة السوبر، والتأهل للبطولة الآسيوية والاستقرار في المراكز المتقدمة.
لذلك لو فكر الاتحاديون في تكوين هوية واضحة، لما أخطأوا خطأهم الفادح في كأس العالم للأندية، برسم فريق لا يتناسب مع هويتهم الفنية من خلال ضم ثلاثة مهاجمين أجانب في المقدمة «بنزيما - حمد الله - رومارينيو»، فلا يمكن تغيير هوية الفريق بين يومٍ وليلة وتحويله إلى فريق هجومي مركّز.
لذلك إذا طالعت الأمر من زاوية أعلى، ستجد أن كثيرًا من الأندية تخطئ في رسم هويتها الفنية والتي تحتاج إلى أعوام من الاستقرار «حتى ولو تغير المدربون»، وأعود هنا لمثال الهلال الذي لم يتغير ضمنيًا على الرغم من تعاقب «رازفان الروماني، ودياز الأرجنتيني، وجيسوس البرتغالي»، ولمثال تعاقد المنتخب السعودي مع الإيطالي «مانشيني» الذي لم يكن يتماشى مع هوية المنتخب الفنية بعكس الفرنسي «رينارد» المتشرب للهوية الفنية للمنتخب.
أغمض عينك وتخيل فريق الأهلي يلعب مباراة «من دون ألوان قمصانه المعروفة»، هل يمكنك أن تتخيل طريقة لعب الفريق ؟ حتمًا لا، فالفريق مع كل مدرب يحاول أن يرتدي ثوبًا جديدًا ومختلفًا، وأسلوب تعاقداته أيضًا مختلف، هو ليس بالفريق المستحوذ، ولا الفريق المتين دفاعيًا، وليس بالسريع ارتدادًا، ظاهريًا الفريق قوي ويملك لاعبين على مستوى عال، لكن في الملعب الفريق مختلف، وليس في الملعب فحسب بل حتى على الورق، ولو أعطيتك ورقة وقلمًا وطلبت منك اختيار ثلاثة محترفين ومن الأنسب منهم للفريق لتوقفت طويلًا لأنك لا تعرف هوية الفريق.. هل تضيف جناحًا سريعًا؟ هل تبحث عن التركيز للاعب رقم 10 في منتصف الملعب؟ هل تدعّم الفريق بمحور دفاعي قوي.. الخيارات صعبة لأنك لا تعرف توجه الفريق الفني.. أليس كذلك؟
بناء هوية فنية واضحة لأي فريق ليس رفاهية، بل هو أساس النجاح والاستمرارية، الاستراتيجيات المدروسة تصنع الفرق، بينما العشوائية تخلق تذبذبًا في كل موسم، فالفريق الذي يعرف من يكون، يعرف كيف يحقق البطولات.
باختصار، لأن هذه الاستراتيجيات هي التي ترسل مسار الفريق خلال «عام - أو خمسة أعوام»، ويتم الاعتماد عليها بشكل جذري.
هل أنديتنا تفكر بفكرٍ استراتيجي محدد؟ أم أن القرارات تبنى داخل اجتماعات سريعة في مقر النادي وقد تتداخل معها «أهواء» غير فنية، كالتعاقد مع مهاجم لأنه مشهور أو لأن له مواصفات معينة «قد لا تتلاءم مع الفريق»، مثل إجادته لضربات الرأس أو التسديد من خارج المنطقة.
وهل لدى أنديتنا فعلًا استراتيجية واضحة ومحددة لهوية فرقها الكروية؟
في رأيي أن هناك فرقًا تملك هذا التوجه، ولو رأينا شخص فريق الهلال لتمثل على أرض الواقع شخص «سالم الدوسري»، فريق قوي لياقيًا.. سريع.. يعتمد اللعب أكثر على الأجنحة، كل لاعبيه يرجعون بقوة لدعم الخطوط الخلفية، ولا يميلون للعب الفردي والبحث عن «الأنا»، لذلك هوية الهلال لا يجدي معها التعاقد مثلًا مع «نيمار» أو رياض محرز أو حتى هدافًا بارزًا مثل حمد الله.
لنأخذ مثالًا آخر، فريق التعاون خلال الأعوام الأخيرة، نجح في رأيي بتشكيل هوية تشبه شخص «أشرف المهديوي»، وأصبحت هوية الفريق الفنية متوازنة، لا تعتمد على الدفاع والتكتل «مثل جاره الرائد»، ولا تبحث عن الاستحواذ المبالغ فيه، المرونة الدفاعية والسرعة في التنقلات الجماعية، وأثمر ذلك عن بطولة كأس الملك وتحقيق وصافتها في نسخة أخرى ووصافة السوبر، والتأهل للبطولة الآسيوية والاستقرار في المراكز المتقدمة.
لذلك لو فكر الاتحاديون في تكوين هوية واضحة، لما أخطأوا خطأهم الفادح في كأس العالم للأندية، برسم فريق لا يتناسب مع هويتهم الفنية من خلال ضم ثلاثة مهاجمين أجانب في المقدمة «بنزيما - حمد الله - رومارينيو»، فلا يمكن تغيير هوية الفريق بين يومٍ وليلة وتحويله إلى فريق هجومي مركّز.
لذلك إذا طالعت الأمر من زاوية أعلى، ستجد أن كثيرًا من الأندية تخطئ في رسم هويتها الفنية والتي تحتاج إلى أعوام من الاستقرار «حتى ولو تغير المدربون»، وأعود هنا لمثال الهلال الذي لم يتغير ضمنيًا على الرغم من تعاقب «رازفان الروماني، ودياز الأرجنتيني، وجيسوس البرتغالي»، ولمثال تعاقد المنتخب السعودي مع الإيطالي «مانشيني» الذي لم يكن يتماشى مع هوية المنتخب الفنية بعكس الفرنسي «رينارد» المتشرب للهوية الفنية للمنتخب.
أغمض عينك وتخيل فريق الأهلي يلعب مباراة «من دون ألوان قمصانه المعروفة»، هل يمكنك أن تتخيل طريقة لعب الفريق ؟ حتمًا لا، فالفريق مع كل مدرب يحاول أن يرتدي ثوبًا جديدًا ومختلفًا، وأسلوب تعاقداته أيضًا مختلف، هو ليس بالفريق المستحوذ، ولا الفريق المتين دفاعيًا، وليس بالسريع ارتدادًا، ظاهريًا الفريق قوي ويملك لاعبين على مستوى عال، لكن في الملعب الفريق مختلف، وليس في الملعب فحسب بل حتى على الورق، ولو أعطيتك ورقة وقلمًا وطلبت منك اختيار ثلاثة محترفين ومن الأنسب منهم للفريق لتوقفت طويلًا لأنك لا تعرف هوية الفريق.. هل تضيف جناحًا سريعًا؟ هل تبحث عن التركيز للاعب رقم 10 في منتصف الملعب؟ هل تدعّم الفريق بمحور دفاعي قوي.. الخيارات صعبة لأنك لا تعرف توجه الفريق الفني.. أليس كذلك؟
بناء هوية فنية واضحة لأي فريق ليس رفاهية، بل هو أساس النجاح والاستمرارية، الاستراتيجيات المدروسة تصنع الفرق، بينما العشوائية تخلق تذبذبًا في كل موسم، فالفريق الذي يعرف من يكون، يعرف كيف يحقق البطولات.