|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2025-02-14
* الناس أذواق، وكل حر باختياراته، لكن بعض المظاهر تثير التساؤل: هل من المعقول أن تنتظر ساعة أو ساعة ونصف في طابور طويل لكي تشتري كوب قهوة، أو وجبة همبرغر؟ ربما حكمي على هذه الظواهر وأنا في هذه السن فيه عدم تفهّم لرغبات واندفاع الشباب، لكني لا أرى الوقوف في هذا الطوابير سوى أشخاص وجهتهم الدعاية، والرغبة في تجربة ما يتحدث عنه الناس! إعلاميًا لست مع الدعاية التي تصنع «الترند»، لأنه مؤقت، وأرى أن الأفضل هو تحقيق النجاح التدريجي من خلال تجربة الزبائن وتحدثهم عن تجربتهم الممتازة عن المنتج أيًا كان. طبعًا مع بعض الدعاية غير المبالغ بها، أو بمعنى أدق: دعاية نزيهة.
* قال أحد الأصدقاء هذه المعلومة الطبية، أقول «هو» ولست أنا، لأني حذر في كل ما هو طبي، ولا أملك جرأة أولئك الذين يسوّقون لكريمات التنحيف، والخلطات التي تعيدك للوراء 20 عامًا. يقول صديقي إنه سمع المعلومة التالية من أحد الأطباء - أحاول تبرأة صديقي أيضًا - أن كمية المعلومات الكبيرة التي يتلقاها العقل يوميًا أكبر من قدرته على التحمل، وهذا يفسر الضبابية التي يشعر بها بعض الناس. أي أنهم فاقدو التركيز، ويحتاجون لبعض الوقت ليرتب العقل شؤونه. وذلك بالابتعاد عدة ساعات عن الهاتف. فكرت فيما قاله، ووجدت أنه أقرب للحقيقة، نحن نطلّع في هواتفنا على مئات المعلومات والفيديوهات اليومية، هناك خليط من الازدحام اليومي في عقولنا. بالنسبة لي هناك ضبابية قديمة في عقلي، منذ أيام مسجلات الكاسيت!.
* بعد ساعة سأتوجه للقاء أحد الزملاء القدامى، علاقتي معه لا تصل لحد الصداقة، لكنها أكبر من الزمالة. لا أعرف ماذا أسميها، حتى هو لا يعرف، سبق وقال لي ذلك. عمومًا.. هذا الأكبر من الزمالة والأقل من الصداقة من الناس الذين يعتقدون بأن الأرض مسطحة، وستتورط إذا ما قلت له بأنها دائرية، لأنه سيذكر لك كل الأدلة التي يحتج بها أهل الأرض المسطحة، وسيبعث لك على الواتس أب عشرات الفيديوهات. عندما كان يحضر لزواجه فتح موضوع سطحية الأرض مع خطيبته التي صدمها رأيه، وبدأت بمناقشته نقاشًا جادًا، وهذا ما أقلق صاحبنا كونه كان غارقًا في محبتها، وخشي ألّا ترى فيه الزوج العاقل والحكيم، فأقر لها بكروية الأرض بعد أن أقنعته حسب قوله. بعد الزواج وفي أول خلاف عاصف قال محاولًا إغاظتها: أصلًا الأرض مسطحة! لكنها أجابته الإجابة التي أغاظته، أجابت: طلعت أنت السطحي مو الأرض!.