|


نبيه ساعاتي
الكلاسيكو بين شك ويقين
2025-02-19
كلاسيكو الكرة السعودية ليس مجرد حدث رياضي عابر، وإنما هو كرنفال رياضي ثقافي اجتماعي طرفاه الكبيران الاتحاد والهلال، إنه لقاء كروي تتفاعل مع مخرجاته كل شرائح المجتمع ويفرد له الإعلام مساحات واسعة، وتتابعه الجماهير بمختلف ميولها، وتمتد إرهاصاته إلى خارج حدود الوطن.
وعادة ما تخرج لقاءات الكلاسيكو الاتحادي الهلالي بمستوى فني رفيع ولا تغيب عنها المتعة والإثارة، ونتائجها في الغالب لا تخضع للمعطيات المسبقة، وتزول في خضم شراستها الفوارق وإن تعاظمت.
وتاريخيًا أول لقاء رسمي جمع الاتحاد والهلال كان في عام 1383هـ في نهائي الدوري على كأس الملك على ملعب الصائغ بالرياض وانتهى اتحاديًا بثلاثية نظيفة، وكان الفريقان قد التقيا قبل ذلك في مباراة ودية على ملعب الصبان انتهت أيضًا اتحادية بهدفين دون رد.
وبعد غد يلتقي العميد والزعيم مجددًا في موقعة حسم مبكرة لوجهة دوري روشن، فخسارة الهلال تعني ابتعاده بسبعة نقاط لمصلحة الاتحاد صاحب الصدارة، وخسارة الاتحاد تعني تجدد حظوظ الهلال في الحصول على اللقب، أما التعادل فأتوقع أن يكون مرضيًا إلى حد ما للطرفين، بل ولطرف ثالث وهو النصر الذي انتفض مؤخرًا وأصبح قويًا بما يكفي لردم الفارق النقطي بينه وبين صاحبي المركزين الثاني والأول متى ما تراجعا، لاسيما وأن هناك لقاءين مباشرين معهما.
فنيًا الاتحاد في مرحلة يقين وثبات من حيث التنظيم والأداء والخيارات، بل وحتى على مستوى الجوانب النفسية، بينما تراجع الهلال كثيرًا وبدأ يتشتت ذهنيًا ويخرج خارج الملعب، بل وأرى أنه دخل مرحلة الشك. شك في إمكانيات جيسوس الفنية، وشك في قدرات بعض اللاعبين، وشك في قدرة الإدارة على تجاوز مرحلة اللااتزان التي يمر بها الفريق، وشك في التحكيم، وشك في لجنة الاستقطابات، وشك في علاقة بعض اللاعبين بالجماهير. وإذا ما خسر أمام الاتحاد فأتوقع أن العواقب ستكون وخيمة، ولربما يخسر الهلال كل منافسات الموسم.
عمومًا كل التوفيق للفريقين الكبيرين الاتحاد والهلال، ونتمنى أن يقدما مباراة كبيرة تليق بالكرة السعودية الحديثة وتلامس تطلعات متابعيها في شتى بقاع المعمورة، ونبارك مقدمًا للفائز ونقول للخاسر حظًا أوفر، ونأمل ألا يكون هناك أخطاء تحكيمية تغير مسار المباراة وتؤثر على نتيجتها.