|




أحمد الحامد⁩
ثمن الإنترنت
2025-02-24
هناك أكثر من دراسة عن متوسط استخدام الجوالات في العالم، وأقصد النظر لشاشة الجوال، بعض الدراسات تقول إن متوسط الاستخدام من 5 إلى 6 ساعات في اليوم في الهند، وأقل بساعة في الصين، كذلك في كوريا الجنوبية من 4 إلى 5 ساعات، وهناك دراسات تشير إلى أن متوسط الساعات عالميًا يصل إلى 7 و 8 ساعات يوميًا! لكني سأفترض أن متوسط الاستخدام عالميًا هو 5 ساعات في اليوم، 150 ساعة شهريًا، أي 6.25 أيام في الشهر، والناتج 75 يومًا في العام نقضيها في النظر إلى شاشة الجوال. ما الذي كنا نفعله قبل ابتكار شاشة الجوال وقبل اتصالنا بالإنترنت؟ لقد أعطتنا خدمات إنترنت الجوال كمًا لا يحصى من المعلومات والأفلام والأغاني والبث المباشر والألعاب، لكنها في الوقت نفسه أخذت من أعمارنا أوقاتًا لا تعوّض. ليس أكثر ما نشاهده على جوالاتنا ذا قيمة، الكثير منه لا قيمة له، إذا قارناه فيما كنا سنستفيد منه في حياتنا وفي إشباع مشاعرنا الأسرية والاجتماعية. أنا أخسر نصف الوقت على الجوال بلا قيمة تذكر، أدمنت منذ أسبوع على لعبة، أعطيتها أكثر من ساعة كل يوم، ساعة كنت أستطيع استثمارها وبلا شك في ما هو أهم وأنفع. صحيح أن الإنترنت قدم خدمات عظيمة للإنسان، لكنه في المقابل سلب منه أشياء عظيمة أيضًا، كم الخدمات والمعلومات المفيدة على الإنترنت لا يحصى، لكنه في نفس الوقت مليء بالكذب والمعلومات المضللة، وصحيح أن إنجاز الخدمات المدنية والتواصل صارت بسرعة الضوء، لكنه عرّض المستخدمين لخطر القراصنة، وإذا كان الإنترنت هو من جعل العالم قرية فهو أيضًا من سهّل على «الحرامية» في قارة ما سرقة المستخدمين في قارة أخرى. لا أنظر للجانب السلبي على حساب الروائع التي قدمها الإنترنت، خصوصًا الطبية والتعليمية والخدمات المدنية، لكنه ليس التحول الذي جاء لصالح الإنسان بشكل كامل، نعم فوائده أكثر، لكن سلبياته موجعة أيضًا.