|


أحمد الحامد⁩
حسب كلام الدراسة!
2025-02-27
في رمضان العام الماضي قدمت برامج مسابقات، كانت هذه المرة الأولى التي أستعين فيها بالذكاء الاصطناعي لتحضير الأسئلة، كنت أطلب منه أن يكتب لي أسئلة مباشرة لتوجيهها للمتسابقين، وأحيانًا أسأله عن موضوع جغرافي أو تاريخي وأستخرج بعض الأسئلة. كان الأمر مريحًا وممتعًا، كنت أقضي الثلاث ساعات دون ملل. شعرت حينها بالتغيير والفارق بين تحضير الأسئلة في الماضي وبين الآن. لو سألني أحد هل تذكر شيئًا من الأسئلة التي ساعدك فيها الذكاء الاصطناعي؟ أي شي حتى لو سؤالًا واحدًا؟ لا. لا أذكر شيئًا، لكنني أذكر الكثير من الأسئلة وأجوبتها من أسئلة وأجوبة السنوات الماضية عندما كنت أفتح الكتب وأقرأ لأستخرج منها أسئلة البرنامج، أتذكر أول مخالفة مرورية بالتاريخ، كانت السرعة المسموح بها 13 كيلومترًا في الساعة، وأذكر أن شرطي المرور كان يقود دراجته الهوائية عندما استطاع اللحاق بسائق السيارة المتهور! أذكر الكثير منها وكأنها منحوتة في ذاكرتي، بينما لا أذكر سؤالًا واحدًا من أسئلة العام الماضي التي ساعدني فيها الذكاء الاصطناعي مساعدة كبيرة. كل هذه المقدمة من أجل تقديم الدراسة الجديدة التي أجرتها شركة مايكروسوفت ونشرتها صحيفة الشرق الأوسط: إن الأشخاص الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل يختارون الطريق السهل من خلال جعل هذه الأدوات تفكر لهم، فيفقدون قدرتهم العقلية في المقابل، وإن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي يجعل الإنسان كسولًا وغبيًا! لست على استعداد لأكون كسولًا، الوضع لا يحتمل، يكفي أجزاء الغباء التي أحاول مكافحتها منذ زمن. بالمناسبة.. اتخاذ القرارات أثناء الانفعال والغضب هو التصرف الفائز بالمركز الأول بالغباء. ليس المقصود بالغباء هو الفشل في حل مسائل الرياضيات، ولا صعوبة تعلم لغة جديدة، لا أبدًا، هذه مهارات لا يشترط وجودها ليكون الإنسان ذكيًا، الغباء هو التخلي في لحظة ما عن العقل وتسليم زمام الأمور للغضب.