الشاب الأمريكي مستر بيست أشهر من CNN ومن أي قناة فضائية في العالم، فالكثير من شباب العالم لا يعرفون أشهر القنوات الفضائية، لكنهم يعرفون مستر بيست. بدأت حكايته عبر اليوتيوب، حلقات بتكلفة بسيطة، ومحتوى متميز، انجذب المشاهدون له، وصار متابعوه بالملايين، حقق دخلًا مكنه من زيادة تفرد محتواه، فزاد المشاهدون ملايين أخرى، استمر في الإنفاق، واستمر المشاهدون بالتوافد على قناته اليوتيوبية، حتى أصبح لديه اليوم 60 مليون متابع! قبل عدة أشهر أطلق مسابقة شيّقة، كان واضحًا أن تكلفتها كبيرة، يكفي أن الجوائز المالية وصلت إلى 20 مليون دولار، دون حساب المصاريف الأخرى التي لن تقل عن قيمة الجوائز. كانت المشاهدات في يوم واحد تصل لعشرات الملايين. كل هذا من فعل شاب على اليوتيوب، وهو ما لم تستطع القنوات فعله، لا في الأفكار، ولا في جودة التنفيذ، ولا في عدد المتابعين. مستر بيس كفرد تأثيره العالمي يتجاوز تأثير عشرات القنوات العالمية مجتمعة، ومشاهدة قناته مجانية. قبل 5 سنوات كنت في حديث مع أحد الزملاء التلفزيونيين، قال إنه قرر ترك شاشة التلفزيون والتوجه لليوتيوب، لأن اليوتيوب كفائدة شخصية في حال النجاح أفضل من العمل في وظيفة تلفزيونية قد تفقدها في أي لحظة، وتحدث عن مساحة حرية العمل على اليوتيوب دون وجود معوقات إدارية. كان يريد من حديثه أخذ انطباعي على قراره، وهو قرار مصيري لشاب عربي يعمل في قناة تلفزيونية، لأن فشله على اليوتيوب لأي سبب كان قد يفقده وضعه الحالي كشاب يستطيع دفع إيجاره وقسط سيارته، وتناول العشاء في مطاعم جيدة. كان من الصعب إعطاؤه أي رأي، فالنجاح على اليوتيوب يتطلب مواصفات معينة، مثل الالتزام بمواعيد الحلقات، وتقديم محتوى متميز وجاذب، وقد يتطلب منه السفر في بعض الأحيان، ولم أكن أعرف إن كان قادرًا على الالتزام وحده بها، لأن عمله في القناة التلفزيونية يجبره على الالتزام، وقد لا يلتزم بمتطلبات اليوتيوب ويشعر بحرية الفوضى المدمرة. لم ينفذ قراره، وأعذره على تردده، لكنه كان يعلم جيدًا أن كل من حققوا النجاح على اليوتيوب كانوا يحققون النجاح لأنفسهم، بينما التلفزيونيين الموظفين مهما نجحوا فإن معظم نجاحهم يذهب للقناة، التي قد تتخلى عنهم في وقتٍ ما.