|


خالد الشايع
الهلال والنصر.. ضحايا القرارات الارتجالية
2025-03-05
تواجه الأندية السعودية المتأهلة للأدوار الحاسمة من دوري أبطال أسيا للنخبة معضلة كبيرة، تتمثل في الإصابات التي لاحقت لاعبيها، وتسببت في نقص القائمة الأساسية المحددة بـ 25 لاعبًا فقط، يعاني البرتغالي جيسوس مدرب الهلال من غياب تسعة لاعبين قبل مباراة باختاكور الحاسمة، الأمر الذي يبقي له 15 لاعبًا فقط «قائمة الهلال تضم 24 لاعبًا فقط»، منهم ثلاثة حراس مرمى، أي أن جيسوس لا يملك سوى 12 لاعبًا فقط داخل الملعب، في النصر الحال مشابهة بغياب سبعة لاعبين للإصابة قبل مباراة الاستقلال المصيرية، وهو ما يترك 17 لاعبًا فقط لمدربه الإيطالي، منهم ثلاثة حراس، أي أن القائمة النصراوية ستكون ناقصة لاعبين على الأقل.
أكثر من مرة حذرنا من أن قرار الـ 25 لاعبًا ليس في صالح الأندية، خاصةً التي تنافس خارجيًا، فمع توالي المباريات وتعددها تكثر الإصابات، وهو ما يترك دكة الفرق ضعيفة لا يستطيع المدرب معها تغيير أي شيء داخل المباراة، جيسوس اصطحب معه أربعة لاعبين من فريق الشباب لإكمال القائمة، اليوم عليه أن يستدعي لاعبين أكثر لتعويض مالكوم وسافيتش والبليهي المصابين في المباراة الأخيرة.
لا أعلم بماذا كان يفكر الاتحاد السعودي لكرة القدم عندما اتخذ هذا القرار العجيب، الذي لا يتواكب مع جدولة دورينا المزدحمة بقوة.
في نقاش لي مع أحد أعضاء المجلس وهو ذو خلفية فنية محترمة، زعم أنهم اتخذوا القرار أسوة بالدوريات الأوروبية الكبيرة، متناسيًا هو وبقية الأعضاء أن الدوريات الكبرى تملك فرقًا رديفة تحت 23 لاعبًا، يحق للمدرب أن يستدعي أيًا منهم عند الحاجة، وهذا لا يتوفر في دورينا الذي يقفز فيه اللاعب مباشرة من تحت 18 عامًا للفريق الأول، أو لبيته.
متناسيًا أيضًا أن في أوروبا ليس هناك «بطولات عرب» ولا «بطولات خليج» ولا مدرب منتخب يستدعي اللاعبين أسبوعين قبل البطولات، وليس هناك توقفات طويلة ترهق اللاعبين وتزيد موسمهم طولًا، قبل أن يتم ضغط ما تبقى منه على عجالة.
حسب علمي أن ناديي الهلال والنصر اعترضا كثيرًا على هذا القرار، وكان لديهما فكر أكثر عمقًا ممن اتخذ القرار، اليوم ها يعانيان، بعد أن اضطر الهلال لإبعاد محمد البريك وسلمان الفرج ومحمد جحفلي وآخرين، وكذلك فعل النصر مع مختار علي ومشاري النمر وغيرهم لتفريغ الخانة للعدد المطلوب، واليوم لا يجد جيسوس ولا بيولي من يعوض النقص، ومع توقعات بمزيد من الغيابات قد نجد الأندية تلعب بقوائم منقوصة.
ليس الهلال والنصر فقط من يعاني، الأهلي كذلك لديه غيابات كثيرة، الاتحاد أيضًا، وإن كان الأخير يلعب مرتاحًا من منافسات آسيا.
عندما تتخذ قرارًا أسوة بالدوريات الكبرى، لا بد من دراسة واقع جدولة الدوري، ومبارياته، هل هي منظمة مثل أوروبا، أو أنها تخضع لاعتبارات أخرى لا توجد في أوروبا، للأسف نقلدهم في كل شيء إلا في الاحترافية في العمل ودراسة القرارات بشكل جدي.
وما قرار إعادة الدوري الأولمبي إلا تراجعًا عن قرار سابق كارثي، راح ضحيته أكثر من 800 لاعب، خرجوا من درجة الشباب للحواري مباشرة.