|


د.تركي العواد
طلّع اللي في جيبك
2025-03-07
دخلنا عصر التخصيص واستحوذت الشركات على عدد من الأندية والبقية في الطريق، ولكن بقي الفكر الإداري يقاوم التغيير ويرفض التخصص والحوكمة والاستدامة، لذلك نشهد ظواهر كثيرة لا تتناسب مع المرحلة.
رفع أسعار التذاكر والحرب الدائرة بين الأندية والجماهير حيرتني كثيرًا، وجعلتني أشك في قدرات متخذي القرار في الأندية.
فليس من المنطق أن تتخطى مصروفات الأندية المليار وتدخل في صراع مع شباب لا تصل ميزانيتهم الشهرية إلى 500 ريال، معادلة مضحكة لا تمت للمنطق بصلة ولا تساهم إلا في زيادة المقاعد الفارغة.
في مباراة الهلال والأهلي كان المدرج خلف المرمى شبه خالٍ، وكان صوت جماهير رابطة الأهلي أعلى من جماهير الهلال والسبب الأسعار غير المنطقية للتذاكر، ليس في تلك المباراة ولكن في عدد من المباريات السابقة للهلال والاتحاد والنصر والأهلي.
الحضور للملعب عادة، عندما تتعود عليها الجماهير فإنها تذهب دون تفكير لدعم الفريق، ولكن رفع الأسعار يجعل الشباب يستثقلون الحضور ويفكرون في طرق أخرى أرخص لقضاء وقت ممتع.
الأندية تستغل حب الجماهير لفريقها وتحاول إفراغ ما في جيوبهم دون تفكير في مشاعرهم أو معاناتهم بسبب التذاكر المرتفعة.
تتحدث الأندية في كل لقاء وبيان وتغريدة عن أهمية الجماهير وأهمية دعمها وأنها اللاعب رقم 12، ولكن التصرفات لا تنسجم مع التصريحات، لأن اللاعب رقم 12 يجب ألا يدفع مصروفه الشهري لكي يحضر مباراة لفريقه.
لا أعول كثيرًا على الأندية فهي تدفع مئات الملايين لاستقطاب لاعبين ثم تدفع مثلها للتخلص منهم، وفي المقابل تلاحق الجماهير لتحصل على «فتافيت» لا تسمن ولا تغني من جوع.
أما الرابطة فأجد أن وجودها صوري ولا تتدخل في شيء، الأمل الوحيد معقود على وزارة الرياضة في حل هذه القضية التي تصعدت وأصبحت تهدد الحضور الجماهيري الضلع الأهم والقاعدة التي تتكئ عليها كرة القدم في نجاحها.
السكوت عن ممارسات الأندية سيفاقم من الأزمة المفتعلة، وسيجعل المدرجات خاوية، وسيجعل من يحضر منفعلًا ويبدأ بصفارات الاستهجان قبل التصفيق.
ذكروني هل هذا هو التخصيص؟