تربط القارئ بالكاتب علاقة عميقة وغريبة، فيعشقه ويدافع عنه ويفتديه بـ«الروح والدم»، ويرفعه إلى مكانة لا يصلها غيره، رغم أنه لم يلتق به يومًا، ولا يعرف شخصيته الحقيقية أو عمق ثقافته، فقط صنع منه أسطورة في خياله، مبحرًا عبر حروفه وكلماته لكن عندما يقرر أن يغوص ويشاهد خفايا بحوره يتفاجأ يغرق في سطحية فكره، وهذا حال بعض الكتّاب..
تابعت لقاء الكاتب الروائي أسامة المسلم مع العزيز عبد الله البندر عبر برنامج «مخيال رمضان»، وسمعت عن الكاتب، وأن رواياته تسجل أرقامًا قياسية، وحظوته بجماهيرية كبيرة اكتسبها من كتبه لكنيّ لم أشاهده أو أسمعه يتحدث من قبل.
وخلال متابعتي اللقاء توقعت بأني سأكون في حضرة الفكر والأدب والثقافة الرفيعة لكني تفاجأت بتحدي «النقطة»، وتباهيه بالتفاعل الكبير عبر حسابه في منصة «إكس» عندما فقط يضع نقطة، هنا انتقل اللقاء من حقل الثقافة إلى السخافة..
لا أعرف ما الفائدة من مفاخرة الكاتب «الكبير!» بالنقطة؟ وهل مقياس نجاحه «نقطة»؟ أليس الحرف هو من صنعه، ولو ظل يكتب نقاطًا حتى مطلع الفجر لن تكسبه شهرة ولن يعرفه أحد.
المحتوى الحقيقي الذي كان ينتظره متابعوه والعقلاء هو العمق الفكريّ للكاتب وتناثر الحروف الذهبية عبر الأستديو وليس «التنقيط» في الحساب والسطحية.
وحتى أهل الرياضة لا يفاخرون بـ«النقطة» إلا لدى الفرق الصغيرة عندما تتعادل مع الكبيرة..
تمنيت أن يكون اللقاء مثريًا ثقافيًا وينوّر عقول متابعيه من المتفاعلين مع «النقطة» أو غيرهم لكنه ابتعد عن ذلك، وذهب للهجوم على بعض من الكتّاب الكبار والتاريخيين، وجرّ أهل الثقافة إلى ساحة مدرجات الرياضة، وهو ملعب لم نعتد مشاهدة المثقفين فيه..
أؤيد ما ذهب إليه الكاتب الكبير سعد البازعي في انتقاده للمسلم بأن روايات «الجن والأشباح» لا تدل على العمق الثقافي، وأن «الفنتازيا» ليست فخرًا ثقافيًّا بل تعبير عن السطحية.
وعندما تريد أن تجذب «الصغار والمراهقين»، فلا عليك سوى أن تروي لهم قصصًا عن عالم الجان والأشباح حينها ستكون نجمهم، ويساعد من تلك النجومية ارتفاع نسبة المراهقين، وقصص الجن لا تتخطى «سواليف ليل» سرعان ما يمحوها «النهار»..
مشهد حراس الأمن وهم يحرسون الكاتب في معارض الكتاب دخيلة علينا، ووسيلة جذب مفتعلة، وحتى من يصفق أو يحاول أن يلتقط «السيلفي»، تظل طرقًا «مدفوعة» يستعين بها البعض لرفع مستوى الإضاءة لكنهم لا يدركون أن البقاء تحتها فترة طويلة قد يحرقهم، وهو ما شاهدناه..
نجومية الكاتب هي حروفه، فهو ليس ممثلًا سينمائيًا أو لاعبًا أو مطربًا لنشاهد موهبة أمامنا، فوسيلة شهرته كتابه، وكم من كاتب استخدم أدوات مساعدة لكن لا نستطيع أن نعرف.. فالتعلق يفترض أن يكون بالكتاب وليس الكتّاب.
تابعت لقاء الكاتب الروائي أسامة المسلم مع العزيز عبد الله البندر عبر برنامج «مخيال رمضان»، وسمعت عن الكاتب، وأن رواياته تسجل أرقامًا قياسية، وحظوته بجماهيرية كبيرة اكتسبها من كتبه لكنيّ لم أشاهده أو أسمعه يتحدث من قبل.
وخلال متابعتي اللقاء توقعت بأني سأكون في حضرة الفكر والأدب والثقافة الرفيعة لكني تفاجأت بتحدي «النقطة»، وتباهيه بالتفاعل الكبير عبر حسابه في منصة «إكس» عندما فقط يضع نقطة، هنا انتقل اللقاء من حقل الثقافة إلى السخافة..
لا أعرف ما الفائدة من مفاخرة الكاتب «الكبير!» بالنقطة؟ وهل مقياس نجاحه «نقطة»؟ أليس الحرف هو من صنعه، ولو ظل يكتب نقاطًا حتى مطلع الفجر لن تكسبه شهرة ولن يعرفه أحد.
المحتوى الحقيقي الذي كان ينتظره متابعوه والعقلاء هو العمق الفكريّ للكاتب وتناثر الحروف الذهبية عبر الأستديو وليس «التنقيط» في الحساب والسطحية.
وحتى أهل الرياضة لا يفاخرون بـ«النقطة» إلا لدى الفرق الصغيرة عندما تتعادل مع الكبيرة..
تمنيت أن يكون اللقاء مثريًا ثقافيًا وينوّر عقول متابعيه من المتفاعلين مع «النقطة» أو غيرهم لكنه ابتعد عن ذلك، وذهب للهجوم على بعض من الكتّاب الكبار والتاريخيين، وجرّ أهل الثقافة إلى ساحة مدرجات الرياضة، وهو ملعب لم نعتد مشاهدة المثقفين فيه..
أؤيد ما ذهب إليه الكاتب الكبير سعد البازعي في انتقاده للمسلم بأن روايات «الجن والأشباح» لا تدل على العمق الثقافي، وأن «الفنتازيا» ليست فخرًا ثقافيًّا بل تعبير عن السطحية.
وعندما تريد أن تجذب «الصغار والمراهقين»، فلا عليك سوى أن تروي لهم قصصًا عن عالم الجان والأشباح حينها ستكون نجمهم، ويساعد من تلك النجومية ارتفاع نسبة المراهقين، وقصص الجن لا تتخطى «سواليف ليل» سرعان ما يمحوها «النهار»..
مشهد حراس الأمن وهم يحرسون الكاتب في معارض الكتاب دخيلة علينا، ووسيلة جذب مفتعلة، وحتى من يصفق أو يحاول أن يلتقط «السيلفي»، تظل طرقًا «مدفوعة» يستعين بها البعض لرفع مستوى الإضاءة لكنهم لا يدركون أن البقاء تحتها فترة طويلة قد يحرقهم، وهو ما شاهدناه..
نجومية الكاتب هي حروفه، فهو ليس ممثلًا سينمائيًا أو لاعبًا أو مطربًا لنشاهد موهبة أمامنا، فوسيلة شهرته كتابه، وكم من كاتب استخدم أدوات مساعدة لكن لا نستطيع أن نعرف.. فالتعلق يفترض أن يكون بالكتاب وليس الكتّاب.