كان الزائرون للمريض محبِّين له. اجتمعوا حوله حتى لم يبقَ مكانٌ للجلوس، لذا خرج من الغرفة الشباب، وأعطوا الكراسي للأكبر سنًّا، وتحوَّل مرافقو المريض إلى «قهوجيَّةٍ» للزائرين طوال أربع ساعاتٍ. خلال هذا الوقت ناقضَ أكثر من زائرٍ كلامَ الأطباء، وكلَّ تحاليل الدم، والصورَ الواضحة التي التقطتها الأجهزة للعضو المصاب، وراحوا يقصُّون قصصًا عن أخطاء التشخيص عند الأطباء، وكيف أن فلان شخَّصه الطبيب تشخيصًا خاطئًا لمدة عامٍ كاملٍ، وقال آخر: بل إن فلان ابن فلان شخَّصه أكثر من طبيبٍ تشخيصًا خاطئًا. وذكر آخر للمريض مؤيدًا كلام مَن سبقوه: «صدِّقني ما فيك شي!».
تحوَّل بعضهم إلى أطباء شعبيين. أحدهم وصف له «الحلتيت»، وأصرَّ آخر على أن العلاج في حليب النوق. كان أحد الزائرين قد جاء حاملًا معه الأعشاب، وأخذ يخلطها أمام الجميع، متعهدًا للمريض بأنه سيشفى بعد 15 يومًا بإذن الله، لأن الخلطة بالأساس مجرَّبةٌ على أحد أقاربه، الذي عجز الأطباء عن علاجه، وشافاه الله بهذه الأعشاب. كانت الأصوات لا تتوقف عن المريض من كل الجهات، وكان عليه أن يرد على كل سؤالٍ، لذا أعاد حكاية مرضه لنصف عدد الزائرين على أقل تقديرٍ! ولكثرة ما أعاد الحكاية، توصَّل تعبًا إلى صيغةٍ مختصرةٍ، وإلى أجوبةٍ مختصرةٍ، لأنه بعد قوله حكايةَ مرضه، كان يتلقَّى مجموعةً من الأسئلة التفصيلية! كان لا ينقص السائل بعد توجيه الأسئلة للمريض إلا أن يُخرج سماعة الطبيب من جيبه قائلًا: «تعال أكشف عليك». قلَّةٌ فقط لم يطل جلوسهم أكثر من عشر دقائق. كل مَن يزور مريضًا، هو محبٌّ له، وقد يبكي بعضهم عند مشاهدة عزيزٍ عليهم على سرير المرض. كلهم تركوا مشاغلهم، وجاؤوا يُعبِّرون عن اهتمامهم ومشاعرهم. المريض يحتاج إلى رؤية أحبَّته من حوله في أوقات الشدَّة، لكنه مريضٌ متعبٌ، ويحتاج للراحة، وقد يشعر بالألم أثناء وجود الزوار، لذا تكون الزيارات القصيرة المتكررة خلال الأيام أفضل ما نستطيع تقديمه.
تحوَّل بعضهم إلى أطباء شعبيين. أحدهم وصف له «الحلتيت»، وأصرَّ آخر على أن العلاج في حليب النوق. كان أحد الزائرين قد جاء حاملًا معه الأعشاب، وأخذ يخلطها أمام الجميع، متعهدًا للمريض بأنه سيشفى بعد 15 يومًا بإذن الله، لأن الخلطة بالأساس مجرَّبةٌ على أحد أقاربه، الذي عجز الأطباء عن علاجه، وشافاه الله بهذه الأعشاب. كانت الأصوات لا تتوقف عن المريض من كل الجهات، وكان عليه أن يرد على كل سؤالٍ، لذا أعاد حكاية مرضه لنصف عدد الزائرين على أقل تقديرٍ! ولكثرة ما أعاد الحكاية، توصَّل تعبًا إلى صيغةٍ مختصرةٍ، وإلى أجوبةٍ مختصرةٍ، لأنه بعد قوله حكايةَ مرضه، كان يتلقَّى مجموعةً من الأسئلة التفصيلية! كان لا ينقص السائل بعد توجيه الأسئلة للمريض إلا أن يُخرج سماعة الطبيب من جيبه قائلًا: «تعال أكشف عليك». قلَّةٌ فقط لم يطل جلوسهم أكثر من عشر دقائق. كل مَن يزور مريضًا، هو محبٌّ له، وقد يبكي بعضهم عند مشاهدة عزيزٍ عليهم على سرير المرض. كلهم تركوا مشاغلهم، وجاؤوا يُعبِّرون عن اهتمامهم ومشاعرهم. المريض يحتاج إلى رؤية أحبَّته من حوله في أوقات الشدَّة، لكنه مريضٌ متعبٌ، ويحتاج للراحة، وقد يشعر بالألم أثناء وجود الزوار، لذا تكون الزيارات القصيرة المتكررة خلال الأيام أفضل ما نستطيع تقديمه.