|


محمد البكيري
الحقوا على الجمهور!
2025-03-12
لدي تجربة ثرية في دخول العديد من ملاعب المملكة العربية السعودية سوى كمشجع في سن المراهقة ومطلع الشباب، كمهووس بكرة القدم وتشجيع عميد النوادي الاتحاد.
قد أبوح سرًا. لو قلت إنني كنت أجمع ريالات من مصروفي الشحيح، لشراء تذكرة سعرها بين الـ«العشرة والخمسة عشر ريالًا»، والجلوس في الدرجة الثانية وما أدراك عن لذة معاناة البحث عن مكان فوق «الصبة». كما أعترف أنني تسللت ذات نشوة، لداخل الملعب لأشارك لاعبي الاتحاد تحقيق إحدى بطولاته الغابرة. وقبلها قفزت أسوار «ستاد جدة» وحتى سياج صالته الخضراء عاملته معاملة لاعب القفز بالزانة. وتذوقت مثل كُثر معنى الانتظار والتكدس تحت أشعة الشمس أو في مساءات خانقة أمام بوابات ملعب.
تسألني: ماذا كان دافعك وقتها؟ لقلت لك: الشغف.
وأعني بالشغف هو حب اللعبة. مناصرة النادي/ الفريق.
المنافسة. الطموح. المتعة.
ثم خضت تجربة أوسع عبر أغلب ملاعب بلادي وفي العديد من بلدان العالم، بعد احترافي مجال الصحافة، منتصف التسعينيات الميلادية.
ظل الحضور الجماهيري هو العنوان الرئيس للكرة السعودية وأهم قوة ناعمة مستدامة منذ السبعينيات الميلادية إلى يومنا هذا.
لكن لنكن صرحاء مع بعض إعلام وجهات مسؤولة وفي مقدمتها وزارة الرياضة واتحاد الكرة، ونقرع جرس خطر تراجع الحضور الجماهيري، بطريقة عكسية مقارنة بمستوى الاهتمام والإنفاق! وتحتاج إلى دراسة الأسباب.
لا نكابر إن قلنا إن هناك تحسنًا كبيرًا في تحسين المنشآت وبيئة الملاعب وضخ الفعاليات في عروقها قبل المباريات.
وتضمن الدراسة استطلاع عن مدى تأثير ارتفاع أسعار التذاكر، وهل ميزان عدالة المنافسة فيه اختلال.
ويقال: العاقل من عرف جروحه، ودواها.