|


أحمد الحامد⁩
رحلة في مقولات يوهان كرويف
2025-03-21
عندي قناعة أن الأسطورة يوهان كرويف بإمكانه أن يكون أسطورة أيضًا لو أنه اختار مجالًا غير كرة القدم، لكنه اختار المستديرة ليقدمها بصورة بسيطة لم يسبقه إليها أحد. كانت هذه البساطة هي الرؤية الواسعة التي رأى فيها كرة القدم، وأنها لعبة غير معقدة إذا ما أعطى اللاعب الموهوب المساحة لفطرته لممارستها «كرة القدم بسيطة للغاية، لكن لعب كرة القدم البسيطة هو أصعب شيء»، الأمر نفسه في الشعر، يصعب كتابة الشعر العميق المؤثر بشكل بسيط، لأن هذه البساطة لا يستحضرها إلا الشاعر الموهوب جدًا.
كان كرويف لاعبًا أنيقًا، يستخدم إحساسه للتنبؤ في تصرفات وردات فعل اللاعب المنافس، يعرف أن الفرصة قد لا تصنعها أنت، بل قد يصنعها الخصم «كرة القدم لعبة أخطاء، من يرتكب أقل عدد من الأخطاء يفوز». كان كرويف قليل الحركة قياسًا بالمهاجمين الآخرين، ومع ذلك كان الأكثر تسجيلًا للأهداف، أساس كرة القدم أنها تُلعب بالعقل قبل الأقدام «المهاجم يجب ألا يركض سوى 15 مترًا وإلا كان غبيًا أو نائمًا».
حتى عندما أصبح مدربًا كان يولي التمركز الصحيح أهميته، قال يومًا عن الإيطالي الموهوب فيليبو إنزاجي «إن ما يميّز فيليبو إنزاجي هو أنه لا يستطيع لعب كرة القدم على الإطلاق، إنه لا يفعل شيئًا سوى أن يوجد في المكان المناسب دائمًا».
مع انتشار التقنية أدخلت تحليلات الكمبيوتر في تقييم اللاعبين ومدى جهدهم، أي أن الكمبيوتر هو من يقيّم اللاعبين وتأثيرهم داخل الملعب، لم يعجب كرويف استخدام الكمبيوتر في لعبة كان يصر على عدم تعقيدها «أجد الأمر فظيعًا عندما يتم رفض المواهب بناءً على إحصاءات الحاسوب، بناءً على المعايير المطبقة في أياكس اليوم، لم أكن سأحظى بالقبول، صفاتي التقنية ورؤيتي للعب لا يمكن اكتشافها بواسطة الحاسوب».
في إحدى المرات وكان كرويف مدربًا كانت لديه مباراة ضد فريق ثري اشترى أغلى اللاعبين، قال «لماذا لا نهزم فريقًا غنيًا، لم أرَ من قبل كيسًا من المال يسجل هدفًا».
حقق كرويف العديد من البطولات لاعبًا ومدربًا، وربما لو أنه أحرز مع هولندا كأس العالم لأصبح في مصاف بيليه ومارادونا وميسي، كان قريبًا من ذلك عندما وصل وزملاؤه المباراة النهائية ضد ألمانيا الغربية، لكن القدر أراد له أن يكون أسطورة بلا لقب كأس العالم.