|


المرة الثانية.. تبرئة بلاتر وبلاتيني من تهمة الاحتيال

السويسري سيب بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لحظة وصوله إلى المحكمة في موتينز السويسرية الثلاثاء (أسوشيتد برس)
موتينز - الفرنسية 2025.03.25 | 01:31 pm

برأت محكمة استئناف سويسرية، الثلاثاء، ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا» السابق، والسويسري جوزيف سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي «فيفا» السابق، مرة أخرى في قضية فساد حطمت طموحات الفرنسي في أن يتبوأ رئاسة أعلى هيئة كروية في عام 2015.
وفي عام 2022، لم تستجب محكمة الاستئناف الاستثنائية التابعة للمحكمة الجزائية الفيدرالية المنعقدة في موتينز «شمال غرب» لطلبات الادعاء، الذي طلب في بداية شهر مارس بسجن كل من المتهمين 20 شهرًا مع وقف التنفيذ.
وبعد مرور نحو 10 أعوام من التحقيقات وصدور حكم براءة في المحكمة الابتدائية، ما زال الباب مشرعًا أمام تقديم استئناف نهائي بالنقض أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية، ولكن فقط على أسس قانونية محدودة.
ولمدة أربعة أيام، مثل بلاتيني «69 عامًا» وبلاتر «89 عامًا» مرة أخرى بتهمة «الحصول بشكل غير قانوني، على حساب فيفا، على مبلغ مليوني فرنك سويسري، 1.8 مليون يورو»، وذلك «لمصلحة ميشال بلاتيني».
واتفق الادعاء والدفاع على نقطة واحدة، وهي أن الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي 3 مرات تواليًا «1983 و1984 و1985» عمل مستشارًا لسيب بلاتر بين عامي 1998 و2002، خلال فترة ولايته الأولى رئيسًا لـ «فيفا»، ووقّع الرجلان عقدًا في عام 1999 يتفقان فيه على راتب سنوي قدره 300 ألف فرنك سويسري، يدفعه «فيفا» بالكامل.
لكن في يناير 2011، طالب نجم المنتخب الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي السابق الذي أصبح آنذاك رئيسًا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم «2007ـ2015» بـ «مبلغ مليوني فرنك سويسري «1.8 مليون يورو»، وهو ما وصفه الادعاء بأنه «فاتورة مزورة».
ـ«اتفاق السّادة»ـ ويصر الرجلان على أنهما اتفقا منذ البداية على راتب سنوي قدره مليون فرنك سويسري، من خلال «اتفاق شفوي بين السّادة» من دون وجود شهود، وأن مالية «فيفا» لم تسمح بدفعه على الفور إلى بلاتيني.
قال دومينيك نيلين محامي بلاتيني للمحكمة «السبب وراء الإجراءات الحالية التي بدأت في عام 2015 بعد استقالة بلاتر، كان فقط لمنع ميشال بلاتيني من أن يصبح رئيسًا للاتحاد الدولي لكرة القدم».
وطالب أيضًا بـ«تعويض أخلاقي» لموكله الذي «دُمّرت» مسيرته وسمعته في وقت بدا فيه، بصفته رئيسًا لـ «ويفا» وما زال في قمة مجده الرياضي، في وضع مثالي لتولي قيادة كرة القدم العالمية.
ولكن من الناحية القانونية، فإن سياق القضية ليس له أهمية كبيرة، فالشيء الوحيد الذي كان يهم محكمة الاستئناف هو «الخداع» الذي يتهم به المتهمان، أي دفع «فيفا» مبلغ مليوني فرنك سويسري إلى بلاتيني بدعم من سيب بلاتر.
في المقابل، أكّد بلاتر خلال المحاكمة أن الفرنسي «كان يستحق المبلغ»، قبل أن يروي بلاتيني تفاصيل المفاوضات «أردت أن أمزح قليلًا، فقلت: مليون من أي عملة تريدها: روبل، بيسيتاس، ليرة». فقال السيد بلاتر «مليون فرنك سويسري».
ـ ظل الفساد ـ وفي مرافعاته، سلّط المدعي العام توماس هيلدبراند الضوء على «التناقض» مع عقد عام 1999، والتباين مع الممارسات المعتادة للهيئة، وبشكل عام تلك التي تتعلق بعالم العمل، وكشف عن تقارير التدقيق التي تظهر أن فيفا لا يزال يتمتع باحتياطات نقدية وفيرة.
هل المسألة تتعلق بتحديد أي نسخة هي الأكثر مصداقية؟ لا، ذكّر دومينيك نيلين، لأن عبء الإثبات في الإجراءات الجنائية يقع على عاتق الادعاء «ليس من مسؤولية الدفاع إثبات وجود مثل هذا الاتفاق الشفهي»، ولكن من مسؤولية الادعاء إثبات أن المتهم احتال على فيفا.
ومع ذلك، برأت المحكمة الجزائية الفيدرالية في بيلينزونا عام 2022، الرجلين في الدرجة الأولى، عادة أن الاحتيال «لم يثبت باحتمالية تقترب من اليقين»، حتى لو كان اتخاذ قرار من دون سجل مكتوب بمثل هذا الراتب المرتفع يبدو «غير عادي إلى حد ما».
وزعم الدفاع أيضًا أن بلاتر لم يكن لديه «دافع» للاحتيال على فيفا، لأنه لم يكسب سنتًا واحدًا من هذه القضية، في حين كان بلاتيني «سيجد طرقًا مختلفة أبسط كثيرًا» لإثراء نفسه، مثل التفاوض على مكافأة أو توقيع عقد جديد.
وبحذر، استذكر هيلدبراند دعم بلاتيني لإعادة انتخاب بلاتر لولاية رابعة في مايو 2011، ما أثار الشكوك حيال الفساد في قاعة المحكمة.
لكن «بلاتر عد هذه الفرضية غير مثبتة»، حسب محاميه مواطنه لورينز إيرني.