|


أحمد الحامد⁩
بيل جيتس والكمبيوترات والبطاطا
2025-03-28
قرأت على «العربية نت» آخر ما صرح به الأخ بيل جيتس الشريك المؤسس لمايكروسوفت، وأحد المستثمرين في محركات الذكاء الاصطناعي، قال إنه خلال العقد القادم، ومع التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، لن يكون هناك حاجة للبشر في معظم الأمور حول العالم. وأضاف أن الفوائد التي سيقدمها الذكاء الاصطناعي للبشرية كثيرة، منها العلاجات للأمراض الفتاكة، والحلول المبتكرة لتغير المناخ. جيتس قال إن ليس في كل الأمور سيحل الذكاء الاصطناعي، ضاربًا لعبة البيسبول مثالًا، قال إن الناس ستفضل اللاعبين البشريين على الآلات، لكنه سيحل في الأمور المهمة مثل الزراعة والصناعة والنقل. هذا زبدة آخر ما قاله الأخ جيتس. لكني سأنقل لكم أيضًا ما قاله الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت «مصطفى سليمان» في كتابه «الموجة القادمة» عن الأثر السلبي للذكاء الاصطناعي والروبوتات إذا ما استمرت بهذا الزخم لأن تكون بديلًا للإنسان في الوظائف «ستعزز هذه الأدوات الذكاء البشري مؤقتًا فقط، ستجعلنا أكثر ذكاءً وكفاءة لفترة من الوقت، وستُطلق العنان لنمو اقتصادي هائل، لكنها في جوهرها تُحل محل العمالة». من المستحيل أن يعترف جيتس أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل العمالة، لكنه يعمل لأن تكون بديلًا للبشر فعلًا، ولو أراد أن ينفع البشر بالذكاء الاصطناعي لخصص قدرات الذكاء في الطب وما ينفع الإنسان، ولن يقنعني أحد أن أخذ وظائف البشر وأن أعطيها للذكاء الاصطناعي والروبوتات ليست مشروعًا تجاريًا لم يشهد التاريخ مثله أو بحجمه، جيتس وجماعته سيأخذون رواتب الموظفين وسيودعونها في حساباتهم، كل من استثمروا في الذكاء الاصطناعي ستتضاعف ثرواتهم عشرات المرات، وسيصبح رقم التريليون رقمًا عاديًا، لن أتفاجأ إذا ما امتلك بيل جيتس في العقد القادم سبعة أو ثمانية تريليونات، لأن تحقيق الأرباح في استثماراته الاصطناعية ستكون فلكية، وطبعًا على حساب الموظفين والعمال الذين سيفقدون وظائفهم. تصوروا أن جيتس نفسه قال إن الآلة ستحل محل المزارعين والسائقين، فما بالكم بالأعمال الأقل حركة وجهدًا. إذا استمر مطورو الذكاء الاصطناعي في العمل دون ضوابط فالنتيجة ستكون أن مجموعة من الأفراد سيحصلون على ثروة العالم، وعلى حساب مليارات البشر الذين سيجدون أنفسهم دون وظائف. أرى أن جيتس شخص طماع.. لم يكتفِ في الاستثمار بالتكنولوجيا، بل ذهب ونافس مزارعي البطاطا، ولأن إمكانياته المالية والتقنية أكبر تفوّقًا عليهم، جيتس الآن يبيع الكمبيوترات والبطاطا.