|


خالد الربيعان
قانون بوسمان
2025-03-30
«هناك لاعب واحد أحدث الفارق ونجح في تغيير قوانين لعبة كرة القدم ويدين له جميع اللاعبين في العالم»، نعم ما أكتبه حقيقي، فأنا أتحدث عن اللاعب البلجيكي السابق جان مارك بوسمان، الذي خاض حربًا قانونية نتج عنها تحرير النجوم من الهيمنة المطلقة للأندية، ليطلق بعدها قانون بوسمان تخليدًا لاسمه، الذي كان سبب ثراء كل اللاعبين بعد إطلاق القانون.
دعوني أعرفكم بهذا القانون الذي استفاد منه جميع اللاعبين آخرهم كيليان مبابي، الذي انتقل إلى ريال مدريد الإسبانى، فالقانون ينص على أن علاقة أي لاعب تنتهي بناديه بالوصول إلى موعد نهاية عقده، قاعدة تبدو منطقية وبديهية، ورغم ذلك لم تكن كرة القدم تعرف وجودها قبل 30 عامًا، فقد عانى بوسمان اللاعب السابق لنادي لييج البلجيكي بعقد قصير مدته عامان فقط معهم، وبعد نهاية عقده تلقى بوسمان عرضًا من نادي دانكيرك الفرنسي، وحدد لييج مبلغ 500 ألف جنيه إسترليني مقابل التخلي عن خدماته، وهو ما رفضه النادي الفرنسي طلب لييج وقتها كان مشروعًا تمامًا من الناحية القانونية، ففي ذلك الوقت حتى لو كان العقد قد انتهى، يظل هو المتحكم في مصير اللاعب، الذي لم يكن مسموحًا له بالرحيل حتى بعد انتهاء العقد الذي يربطه بالنادي حسب اللوائح التي كان معمولًا بها في عدة دول أوروبية، دخل بوسمان في أزمة مع إدارة لييج، التي قررت حينها خفض أجره بنسبة 75 في المئة إلى 500 جنيه إسترليني شهريًّا، بداعي أنه لم يعد لاعبًا في صفوف الفريق الأول، ما حدث مع بوسمان دفعه لرفع دعوى قضائية ضد كل من نادي لييج، والاتحاد البلجيكي لكرة القدم، ونظيره الأوروبي «يويفا»، وبينما كانت المحاكمة جارية، لتقضي في النهاية محكمة العدل الأوروبية بأن اللاعبين يجب أن يكونوا أحرارًا في تحديد مصيرهم بعد انتهاء عقودهم.
وعلى الرغم من الانتصار القانوني للاعب إلا أن بوسمان واجه صعوبات مالية كبيرة بعد المحاكمة التاريخية، حيث إن التعويض الذي حصل عليه من اتحاد اللاعبين المحترفين تم إنفاقه كله تقريبًا على تكاليف التقاضي، ما أدى في النهاية إلى إفلاسه.