|


سعد المهدي
بدء تسديد فواتير الهلال
2025-04-05
بعد فوز الاتحاد على الهلال في نصف نهائي كأس الملك، أوقف سلسلة خسائره الثماني أمامه في موسمٍ واحدٍ. ذكرت حينها في هذه الزاوية أن الفوز على الهلال لا يمكن أن يكون صعبًا، أو أن يُفسَّر بما ذهب إليه إعلام وجمهور الاتحاد والنصر والأهلي الموسم الماضي، الذي أنهاه الهلال بثلاثيةٍ، وسجلٍ خالٍ من الهزائم.

وبعد فوز الاتحاد على الهلال في مباراة القسم الثاني من الدوري بنتيجة كبيرة 4ـ1، قلت أيضًا إن الدور على الأهلي والنصر لينالا نصيبهما من الهلال، وهذا ما حدث، وحتى لا يتم اعتباره إنجازًا لأنديةٍ كبيرةٍ، لها تاريخها وشعبيتها، وتملك من العناصر ما يفوق ما يملكه الهلال شهرةً وقيمةً سوقيةً، لابد أن نتذكر أن الثلاثي بدأ تسديد بعض فواتيره، وأن أنديةً مثل القادسية والخليج سبقتهم بإلحاق الهزيمة بالهلال، ولم يعد هناك ما يمكن جعله حدثًا لافتًا.

لقد صنع الهلال الموسم الماضي ما يمكن اعتباره إنجازًا استثنائيًّا، لن يكرِّره، ويعجز الآخرون عن الاقتراب منه. ويعاني الهلال من إثارةٍ على الصعيد الفني والنفسي، ويساهم الجمهور، والإعلام في تعقيده أكثر بجعله مقياسًا دون فهمٍ للواقع، أو ترجمةٍ سليمةٍ لما تم الموسم الماضي بعيدًا عن العاطفة، أو أحقيتهم بالمطالبة بالسقف المرتفع ذاته الذي تجاوزه ناديهم، وجعله وما دونه لا يستوجب الرضا، وهو الأمر الذي يستوجب تصحيحه من الهلاليين خارج النادي لمساعدة من داخله، لضبط «المصنع» وإعادة تشغيله.

قوة التنافس على بطولات الموسم الثلاث التي دائمًا ما يطالب بها الجميع، ويتباكى عليها مَن تضعف قدراته على المساهمة في صنعها، ليست مسؤولية نادٍ واحدٍ، هذا إذا افترضنا أن رابطة المحترفين ومن خلفها اتحاد الكرة يؤديان عملهما كما يجب في جعله تنافسيًّا فنيًّا محفوفًا بالعدالة والنزاهة، بل مسؤولية كل الأندية الـ 18 كلٌّ بما يسعى لتحقيقه من أهدافٍ تنافسيةٍ سواء لتحقيق اللقب، أم مراتبَ متقدمةٍ، أم البقاء.

الموسم الماضي، الهلال أفقدهم صنع ذلك باكتساحه كل البطولات والأرقام بتقصيرٍ من الثلاثي الذي يفترض أن ينافس، وبفارقٍ نقطي، أظهر الدوري على ما لم يكن يتمناه القائمون عليه، وجعل منها أضداد الهلال فرصةً للاختباء خلف «ضعف الدوري»، وعدم تنافسيته التي إن كانت كذلك، فهم سببه. ولأن الهلال حقق أولى بطولات هذا الموسم «السوبر» لاحت لبعضهم مخاوف إعادة نسخة الموسم الماضي، لولا أن الاتحاد أزالها بحرمان الهلال من لقب الكأس، ويتقدمه بنقاطٍ مريحةٍ نحو انتزاع لقب الدوري.

كل الشواهد تشير لاستحقاق الاتحاد لقبي الدوري والكأس، على أمل الموسم المقبل أن تتسع قاعدة الأبطال إلى ثلاثةٍ إن كان ذلك «مُرضيًا» لمَن يريدون صناعة موسمٍ كروي تنافسي، يمنع على نادٍ واحدٍ تحقيق كل البطولات؟!