|


رايس.. تشيلسي أحبط خطط والده.. والغريم أدرك قيمته

الرياض ـ تركي المطيري 2025.04.10 | 03:23 pm

في صباح شتوي من يناير 1999، وُلد ديكلان رايس في كينجستون أبون تيمز، جنوب غرب لندن العاصمة الإنجليزية، لعائلة تنحدر من أصول أيرلندية.
وبين شوارع المدينة وحدائقها، نشأ الفتى الصغير وهو يحمل في قلبه شغفًا ورثه عن والده شون، المشجع الوفي لتشيلسي، الذي لم يكن يكتفي فقط بحب النادي، بل غرس عشق اللعبة في وجدان ابنه منذ نعومة أظفاره.
عند السابعة من عمره، طرق رايس أبواب أكاديمية تشيلسي، وهناك، في مركز تدريب كوبهام، بدأ الحلم يتشكل.
ستة أعوام ارتدى خلالها القميص الأزرق، يتعلم وينضج، ويرسم خطواته الأولى نحو المجد، قبل أن يتلقى الصفعة الأولى.
بقرار مفاجئ، استغنى تشيلسي عن خدماته.
«تشيلسي كان عالمي كله»، قالها رايس لاحقًا في مقابلة مع جاري نيفيل، النجم الإنجليزي السابق، عبر «يوتيوب»، مسترجعًا اللحظة التي تغير فيها كل شيء: «لم أكن أتوقع أن أُستبعد، بكيت كثيرًا، لكن في أعماقي كنت أعرف أنني أستطيع الاستمرار».
من بين الركام، نهض رايس، ووجد ضالته في أكاديمية وست هام يونايتد، حيث أعاد بناء نفسه من جديد. هناك، في شرق لندن، تبلورت ملامح موهبته وشخصيته الكروية، وبدأ يلفت الأنظار.
في ديسمبر 2015، وقَّع أول عقد احترافي مع الهامرز، وما هو إلا عام ونصف العام حتى ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول في مايو 2017.
بدأ مدافعًا، لكن إصابات الفريق أجبرته على التقدم إلى خط الوسط، وهناك، وسط المعارك البدنية وضغط المباريات، بدأ يتألق لاعبًا متعدد الأدوار.
وفي صيف 2023، جاء الإعلان الذي هز سوق الانتقالات.. ديكلان رايس إلى أرسنال في صفقة بلغت 116 مليون يورو، ليصبح الأغلى في تاريخ النادي.
انتقل إلى شمال لندن، لا كلاعب ناشئ، بل كركيزة أساسية في مشروع المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا.
دوليًّا، مثّل أيرلندا في فئات الشباب، وخاض ثلاث مباريات مع المنتخب الأول، قبل أن يتخذ قراره المصيري في 2019 بالانضمام إلى منتخب إنجلترا، في خطوة أثارت الجدل، لكنها فتحت له أبواب البطولات الكبرى.
وبعد 12 عامًا، تحوَّل رايس من طفل حُرم من حلمه في تشيلسي إلى نجم يكتب أحد أجمل فصول مسيرته، عندما قاد أرسنال، غريم البلوز الأزلي، إلى انتصار تاريخي على ريال مدريد بثلاثية نظيفة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، مسجلًا هدفين من ركلتين حرتين مباشرتين، في إنجاز غير مسبوق في الأدوار الإقصائية من ذي الأذنين.