|


لوتشو.. تركته زانا.. وأعادته الساحرة إلى الحياة

القاهرة ـ أحمد مختار 2025.04.11 | 03:30 pm

«سنفتقدك كثيرًا، لكننا سنتذكرك كل يوم في حياتنا، على أمل أن نلتقي معك مجددًا في المستقبل.. فستكونين النجمة التي ترشد عائلتنا على مدار الأعوام»، بهذه الكلمات الحزينة والصادقة ودع لويس إنريكي ابنته الصغيرة «زانا»، التي توفت عام 2019 عن عمر 9 أعوام فقط، بعد صراع قصير مع مرض السرطان.
كل شيء حدث بسرعة وبدون سابق إنذار. بدأت القصة تظهر لوسائل الإعلام في يونيو 2019، حين خرج لويس إنريكي في مؤتمر صحافي عاجل ليعلن اعتذاره عن الاستمرار في منصب المدرب الفني لمنتخب إسبانيا، بسبب ظروف وأسباب شخصية.
لم يتحدث إنريكي أكثر من ذلك، لكن بعد شهرين فقط خرج لوتشو حزينًا باكيًا، يودع ابنته الصغيرة زانا، التي توفت بعد صراع لمدة 5 أشهر فقط مع ساركوما العظام، وهو نوع نادر جدًا من السرطان، ليبتعد إنريكي تمامًا عن الإعلام لفترة، ويعيش مع أحزانه وأسرته بعض الوقت.
لوتشو أو لويس إنريكي، الرجل الذي ارتبط طويلًا بقصص الخيانة، بعد رحيله لاعبًا من صفوف ريال مدريد، وانتقاله إلى الغريم برشلونة، ليحقق 7 بطولات محلية وقارية مع «الكتلان» خلال الفترة من 1996 وحتى 2004، حين أعلن اعتزاله رسميًا وتحوله إلى مجال التدريب بعد فترة.
ارتبط اسم إنريكي طويلًا بصديقه وزميله بيب جوارديولا، بعد لعب الثنائي معًا في جيل إسبانيا الأولمبي التاريخي، الذي توج بذهبية دورة الألعاب الأولمبية برشلونة عام 1992، قبل أن يتألق النجمان معًا في صفوف البارشا لعدة أعوام، ويسيران على الدرب ذاته في مجال التدريب بعد أعوام طويلة.
لقد نجح بيب في برشلونة، وحقق بطولات استثنائية، ليرحل ويأتي صديقه القديم لوتشو بعد فترة قصيرة، ليقود البارشا للفوز بالخماسية عام 2015، إضافة إلى عدد آخر من الألقاب والجوائز، ويكرر إنجاز جوارديولا مع البلاوجرانا محليًا وقاريًا ودوليًا.
وحتى بعد رحيله عن برشلونة، وفق رغبته وتدريبه منتخب إسبانيا للمرة الأولى عام 2018، لم يكن لوتشو محظوظًا بعد مرض طفلته ووفاتها، إذ تعرض لصدمة نفسية كبيرة جعلته يترك كرة القدم لبعض الوقت.
يقول إنريكي عن تلك الفترة في فيلم وثنائي بعنوان «ليس لديك فكرة»: «هل يمكن القول إنني إنسان محظوظ أم لا؟ عن نفسي أعد نفسي محظوظًا، لأن ابنتي زانا عاشت معي لمدة 9 أعوام رائعة، ولدينا مئات الذكريات السعيدة معها، وأشياء لا تصدق، ومقاطع فيديو، وصور للذكرى».
وأكمل لوتشو حديثه ليعترف بأنه طلب من والدته، جدة الطفلة، أن تضع صورها في كل مكان بالبيت الكبير، على الرغم من أنها لم تقدر على ذلك في البدايات، بسبب حزنها الكبير على رحيل حفيدتها وأقرب الأشخاص إلى قلبها، لكن لويس إنريكي اعترف للجميع بأنه تعلم من هذه الصدمة كثيرًا، وأصبح شخصًا أقوى داخل مجال كرة القدم وخارجها، ولم يستسلم أبدًا مهما حدث بعدها.
إنريكي أكد ذلك بشكل عملي، حين عاد لقيادة منتخب إسبانيا في نهائيات يورو 2020، ثم مونديال 2022. وعلى الرغم من الخروج من نصف نهائي اليورو، ثم توديع المونديال من دور الـ 16 أمام أسود الأطلس المغاربة، لم ييأس لوتشو أو يلتفت للهجمات القوية من وسائل الإعلام الإسبانية، التي وصفته بالفاشل وعديم الفائدة، ليقرر خوض تجربة مختلفة ومغايرة تمامًا في فرنسا، برفقة باريس سان جيرمان الفرنسي.
وإذا ذكر الإخفاق الأوروبي يحضر باريس سان جيرمان، الفريق الذي تعاقد مع نيمار، وجلب مبابي، وفعل كل شيء لأجل ميسي، ثم في النهاية لم يحصل أبدًا على ذات الأذنين حتى الآن، على الرغم من صرفه مئات ملايين اليوروهات لذلك.
ومع التأكيد على أن الموسم الكروي الجاري لا يزال يحمل في جعبته الكثير، إلا أن سان جيرمان يسير بخطى ثابتة في مختلف البطولات، من خلال فوزه بلقب الدوري مبكرًا، والتأهل إلى نهائي الكأس، مرورًا بإقصاء ليفربول من ثمن نهائي الأبطال، ثم وضع قدمًا في نصف نهائي البطولة، بعد الانتصار ذهابًا على أستون فيلا بنتيجة 3ـ1.
رحل مبابي مطلع الصيف الماضي، بعد رفضه تجديد تعاقده ورغبته في اللعب مع ريال مدريد، فيما أصبح باريس فريقًا بلا نجم إعلامي كبير، مع وجود أسماء كانت عادية، بل أقل في وقت سابق، مثل عثمان ديمبلي وديزيريه دوي وباركولا، وآخرين، إلا أن هذه المجموعة أصبحت أكثر شراسة تحت قيادة لوتشو، لتكتسح الأخضر واليابس 2025، وتصبح مرشحة فوق العادة للفوز بلقب دوري الأبطال هذا الموسم، والفضل حتمًا يعود إلى إنريكي، الرجل الذي هزم أحزانه وأعاد اكتشاف ذاته في عاصمة النور.


لوتشو.. تركته زانا.. وأعادته الساحرة إلى الحياة