|


تركي السهلي
لعبة الركض
2025-04-21
مزيدًا من الطرح في العالم الكُروي المُتقدّم الآن حول تكوين لاعبين لكُرة القدم مهمّتهم الأولى الركض. يقول بيب جوارديولا، صاحب النهج الفنّي الملتزم بامتلاك الكُرة في الملعب أطول وقت ممكن، إنّ الاتجاه في التعاقد لدى مانشستر سيتي في الموسم المُقبل سيكون لأولئك الذين لديهم المقدرة الجسدية على اللعب مباراة كُل ثلاثة أيّام.
في المباراة الأخيرة لريال مدريد في الدوري الإسباني أطلقت الجماهير صافرات الاستهجان على كيليان مبابي وهو الذي يُصنّف واحدًا من أمهر اللاعبين في العالم. يبدو أن مشجعي الفرق لم تعد تطلب لاعبًا واقفًا في انتظار الكرة. وهذا ضغط هائل على «مُفكّري» كرة القدم في المستقبل. في مُعظم الكلام الصادر من اللاعبين بعد مباريات دوري أبطال أوروبا لا تسمع سوى أنّ أمامهم المزيد من الركض، حتى في الحالات التي تعقب هزيمة أو خروج من منافسة. أصبح المعيار، هو في قوّة تحمّل الجسد، واستمراره في قطع المسافات دون إصابات.
في الموسم الماضي كان اللاعبان المُفضّلان لدى جورجي جيسوس مُدرّب الهلال هما سافيتش ونيفيز بسبب كونهما يقطعان أكثر من 14 كيلو مترًا في المباراة الواحدة. وعلينا أن نتذكّر كيف سحق الأزرق العاصمي الجميع، وظفر بُكل البطولات المحليّة.
إن تحليل الأداء الآن يذهب إلى أكبر مقدار مسافة من كُل لاعب في المباراة الواحدة، وهذا يتطلّب جهدًا لياقيًا كبيرًا للفرد ولمدربيه ومعهم بالطبع الطواقم الطبيّة.
لقد خسرت ألمانيا مكانتها الأوروبية والعالمية بسبب أنّها ذهبت لمحاكاة نماذج تُصدّر عناصر موهوبة تًداعب الكُرة على نحوٍ ماهر، وتخلّت عن أسلوبها القديم المعروف بحركة «الماكينة».
إنّ مشاهدة عناصر منتخب الناشئين الذي خسر نهائي آسيا تحت سن 17 سنة يلحظ ضعف التكوين الجسدي، وتراجع الركض. وكُرة القدم ذات معايير مُتغيّرة فالذي كان يجيد المُراوغة بالأمس ليس مطلوبًا منه ذلك اليوم.
لقد كُبرت العقول التي تًخطط لتطوّر اللعبة، ولم يعد هناك، سوى تحويل الجسد، إلى كميّة من الجهد، وتكوين عضلة لا تضعف، لأن المرحلة المُقبلة مرحلة ركض شديد، وعدد كيلو مترات أكثر كُل 72 ساعة.