|




نبيه ساعاتي
لا يصح إلا الصحيح
2025-04-23
قبل سنوات تحدثت بوثائق ومستندات عبر وسائل إعلام مختلفة عن بطولات الدوري في مملكتنا الغالية، وقلت إننا نختزل نحو عشرين عامًا من بطولات الدوري لدينا لأسباب مجهولة، في الوقت الذي تحرص فيه كل الدول على تدوين وحفظ موروثها الرياضي كرافد من روافد حضارتها.
فالبطولات بعيدًا عن مسميات جوائزها «دوري وكأس» كما هو معمول به في كل دول العالم وتتشرف بطولات الدوري بالتزين بجائزة «كأس الملك» وبطولات الكأس بجائزة «كأس ولي العهد»، ولكنها تبقى بطولات دوري وكأس مع اعتزازنا بالمسميات التي لا شك في أنها تضيف قيمة كبيرة للمسابقتين.
وأخيرًا ووفق التسريبات توصل فريق توثيق تاريخ كرة القدم السعودية بعد جهد يستحق الثناء إلى هذه الحقيقة التي في ظلها من الطبيعي أن تتغير أرقام ورصد بطولات الدوري لأنديتنا، فيصبح للهلال «21» بطولة، وللاتحاد «13» بطولة - إذا استبعدت بطولة 1372هـ -، وللنصر «10» بطولات، وللأهلي «9» بطولات، وللشباب «6» بطولات، وللاتفاق بطولتين، وواحدة للوحدة، ومثلها للفتح.
وعلى جانب ذي صلة، قبل عام ونيف تحدثت هنا في «الرياضية» عن حقيقة أخرى ونبهت لها المسؤولين في اتحاد الكرة، وتوصل لها فريق التوثيق مؤخرًا، وهي الخطأ في تحويل تاريخ التأسيس من ميلادي إلى هجري في الموقع الرسمي لاتحاد الكرة، وهو ما تم تعديله منذ فترة ليست بالبعيدة، والأهم من ذلك تصحيح تاريخ تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو ما قيل يوم أمس الأول إنه تم، ولكن لا أرى أن التاريخ الذي سيتم اعتماده في مايو من عام 1955م دقيق، بل الأصح هو 29/3/ 1954م.
وتبقى الحقيقة الثالثة قيد الدراسة وهي التي تتعلق بالخطأ في تاريخ تأسيس وزارة الرياضة المعلن، وهي أيضًا ما تحدثت عنه هنا في «الرياضية» وخاطبت به المسؤولين في وزارة الرياضة ووصلتني منهم ردة فعل إيجابية، وأنا على يقين من أنه سيصحح لأنهم حريصون على موروثنا ومكتسباتنا الرياضية، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
وبعيدًا عن الانتقادات التي وجهت لي بتهكم ودون موضوعية، فإن دافعي للبحث في الأحداث الرياضية التاريخية في وطننا الغالي والمطالبة بتصحيحها هو الحفاظ على موروثنا ومكتسباتنا الرياضية لتكون شاهدًا على حضارة هذا الوطن الغالي في مرحلة تحظى فيها الرياضة باهتمام غير عادي وغير مسبوق من قيادتنا الحكيمة ومن لدن سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- شخصيًا.