|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





محمد البكيري
يقظة حلم
2025-04-25
مساء يوم من أيام عام 2015، عاد مراهقًا إلى منزله، في الخامسة عشرة من عمره. بعد حضوره مباراته الأولى من مدرجات ملعب الملك عبد الله بجدة «ملعب الجوهرة»، آخر منشأة رياضية تم تشييدها من بعد ملعب الملك فهد «الدرة» بالرياض عام 1988م.
دخل المراهق المرهق سريعًا إلى فراشه، منتشيًا بالتجربة وهيبة المكان واتساعه وجمال تصميمه.
تخيلت أن ذلك الصبي نام وعلى وجهه ابتسامة سعادة. قُدر له ألا يستيقظ إلا في يوم من أيام عام 2025م.
أي قضى عشر سنوات من عمره البالغ 25 عامًا في غيبوبة.
ثم ماذا؟
استعاد وعيه كاملًا، ثم استدرك ممن حوله، تأسره الصدمة من حديث أسرته، أقاربه، أصدقائه. عن النقلة الرياضية الحضارية التي حدثت في بلاده على قطار اسمه «الرؤية».
أخذ هاتف أحدهم، كتب على فراغ خانة محرك «جوجل»، باحثًا عن تفاصيل ما يعتقد أنهم يهذون به. انسابت أمامه على الشاشة الصغيرة ما يشبه صنابير مياه عذبة:
السعودية تنظم كأس العالم الأضخم عام 2034. السعودية تستضيف بطولة أمم آسيا للمنتخبات عام 2027. السعودية تنشئ خلال العشر سنوات القادمة مدنًا رياضية و«5 ملاعب» جديدة بالرياض بخلاف «ملاعب» بدأ تطويرها، و«3 ملاعب» جديدة بجدة. وملعب في كلٍّ من مدن الخبر وأبها ونيوم.
سيخبره العم جوجل بأن بلاده باتت تحتضن إقامة السوبر الإسباني والإيطالي على ملاعبها، وأن أساطير مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونيمار ومحرز ارتدوا قمصان أكبر الأندية جماهيرية. وأن قواعد لعبة المنافسة تغيَّرت ودخل لاعبون جدد فيها.
كما كشف له محرك البحث العجيب، كمن يريد أن يزيد ذهوله، أن اتحادات الألعاب في العام الذي نام فيه كانت «32» اتحادًا، والآن 97 اتحادًا «بزيادة 64 اتحاد لعبة».
وإننا بكل فخر أصبحت عندنا حلبة فورمولا 1، وبطولة العالم للتنس الأرضي، والألعاب الإلكترونية، والملاكمة والجولف.
فجأة أظهر الشاب المذهول حركة انفعالية.
يبدو أن شاحن الهاتف انتهى لديه، قبل أن يُشبع نهمه، كيف تحوَّلت بلده السعودية خلال عقد واحد من الزمن وإلى أين ستصل بعد عقد من الزمن أيضًا. بقيادة المليك وعراب الرؤية سمو ولي العهد؟ تخيل.