|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





نواف العقيّل
أثر استضافة البطولات يتجاوز التسعين دقيقة
2025-04-25
أكتب مقالي الأسبوعي وأنا على متن الطائرة اليوم الجمعة متجهًا إلى جدة لتغطية بطولة النخبة الآسيوية، التي نستضيفها للمرة الأولى في تجربة جديدة على مستوى البطولات القارية في العالم، وليس على مستوى قارة آسيا فقط، حيث تجتمع نخبة الأندية في مدينة واحدة بفترة زمنية قصيرة لتحديد بطل القارة.

من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، يبدأ أثر استضافة البطولة في بلادنا، تشاهد في المطار قمصان الهلال وقمصان النصر، والكثير من مشجعي كرة القدم الذاهبين إلى جدة لحضور المباريات، والبعض منهم سيعود الليلة، والآخر سيقيم أيامًا في جدة، والأثر الاقتصادي يبدأ من الرياض، حيث شاهدت الكثير من المشجعين يقومون بشراء المؤكولات والمشروبات أثناء انتظار الرحلات في المطار.

إن استضافة مباريات كرة القدم في بلادنا لها فوائد اقتصادية مباشرة على المدن، وربما أيضًا على المدن الأخرى عبر هؤلاء المشجعين الذين رافقوني كثيرًا خلال هذا الموسم في رحلاتي لتغطية الدوري السعودي، الذي أكد لي أن المشجع السعودي لديه سلوك السفر من أجل حضور مباراة كرة قدم، وهذا السلوك ينمو بقوة، والآن بسبب هذه الاستضافات ومباريات دورينا أيضًا أصبحنا نستغل هذا السلوك لصالحنا بدلًا من خروجه إلى الخارج.

السوبر الإسباني في جدة أيضًا قبل أشهر شاهدت خلاله الأمر نفسه، البعض يعتقد أن استضافة هذه المباريات والأحداث هي مجرد 90 دقيقة فقط، ولكن الحقيقة هي العكس تمامًا.

تعطي استضافة البطولات والمباريات الكبرى أثرًا اقتصاديًا مباشرًا على مستوى المدن، وتبدأ من شركات تأجير السيارات، وتختم في شراء المشروبات والمؤكولات في صالة المطار أثناء عودة المشجع، فالدورة الاقتصادية للمشجع تبدأ من خروجه من المنزل حتى عودته إلى منزله بسلام، ولكن من الصعب جدًا الخروج بقياسات اقتصادية دقيقة في هذا الأمر.

وبعيدًا عن الأثر الاقتصادي، تضيف استضافة هذه البطولات أثرًا اجتماعيًا قويًا، على مستوى خلق الوظائف وفرص العمل للكثير من شبابنا الذين يعيشون في مجتمعنا، وإنشغالهم في هذه الأعمال يشغل أوقات فراغهم بشكل مفيد، وأيضًا البعض منهم تتراكم لديه الخبرات وتستفيد البلاد منها مستقبلًا بجانب قضاء ساعات التطوع في تنظيم هذه الأحداث أيضًا.

الحكم على استضافة أي بطولة أو أي مباراة كبرى لا يمكن أن يتم من خلال نتيجة المباريات أو ما يحدث في التسعين دقيقة فقط داخل الملعب، بل الأمر أكبر بكثير من ذلك، وعلى وسائل الإعلام السعودية أن تظهر هذا الجانب، وتقوم بدورها التنويري للمشجع البسيط الذي قد يختزل الحكم على كامل البطولة من خلال نتيجة فريقه المفضل فقط.