يا لها من ليلة في ملعب توتنام هوتسبير مع الغضب القاتل.. مدينة الذئاب. الليلة التي تواجه فيها كريس وكونور، هما ابنا أسطورتين من أساطير الملاكمة البريطانية، كريس يوبانك الأب، ونايجل بين، مكررين نزال الحلم بعد 35 عامًا.

بطاقة سجلها التاريخ، في واحد من أهم نزالات الملاكمة، ليس مجرد نزال، بل زلزال يغير ملامح اللعبة للأبد.
شهد أكثر من 70 ألفًا من عشاق الملاكمة الحدث التاريخي تقدمهم المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة، مهندس الحدث، الرجل الذي بات أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم الملاكمة.

تحوّل ملعب توتنام بلندن، إلى ساحة كرنفال ملاكمة عالمي، ونالت المناسبة التي تستمر يومين، ترويجًا هائلًا، تصدّرها النزال المنتظر بين كريس يوبانك جونيور، وكونور بين، الصدام الذي طال انتظاره، بعد أن تم تأجليه قبل ثلاثة أعوام لأسباب تتعلق بفصل كونور في فحص المنشطات.

الغضب القاتل، لم يكن مجرد أمسية ملاكمة، بل كان تحولًا جذريًا في رياضة الملوك دمج الثقافات الرياضية العريقة، مع التقنية الحديثة، بفضل تعاون القائمين على الحدث مع شركة «اس ان كي» لتوفير تجارب ألعاب ميدانية للحضور، بما في ذلك تجربة اللعبة الجديدة «مدينة الذئاب».

اعتمد القائمون على الحدث تقنيات الواقع المعزز في العروض التقديمية، كما أتيحت للجماهير فرصة التقاط الصور مع شخصيات اللعبة عبر الواقع الافتراضي، أمرًا غيّر الحديث من المفاهيم التسويقية، بحسب صحيفة الجارديان، هذه الأمسية لم تكن مجرد نزال بل كانت «لقاءً بين الماضي والحاضر والمستقبل الرقمي للرياضة».

على أرض الحلبة، بلغ التوتر ذروته، حتى قبل أن يتجاوز البطلان الحبال الثلاثية، على أرض الميزان، بدأت الإثارة، وبلغت ذروتها بعد قرع الجرس، لم يخيبا توقعات الجماهير، تبادلا الضربات العنيفة منذ الجولات الأولى. ومع مرور الوقت، فرض يوبانك جونيور سيطرته مستخدمًا تفوقه في الطول والدفاع، ليفوز بالنزال بالنقاط بعد 12 جولة مثيرة، مرت وكأنها بضع دقائق لا أكثر.

أجمع القضاة الثلاثة على فوز كريس 116-112 و115-113 و117-111، ليُلحق بكونور بين أول خسارة في مسيرته الاحترافية. بعد النزال، أهدى يوبانك جونيور الفوز لوالده، مؤكدًا أن هذا النزال كان من أجل شرف العائلة.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات «غضب قاتل» لمدة يومين إضافيين في ملعب توتنام. وستتضمن الأنشطة مهرجانًا جماهيريًا، ومباريات استعراضية في الملاكمة، ومسابقات للألعاب الإلكترونية، إضافة إلى جلسات نقاشية مع أساطير الملاكمة مثل كريس يوبانك الأب ونايجل بين.

تعليقًا على المباراة المثيرة، أكدت مجلة «سبورتس بيزنس جورنال»، أن العلاقات القوية والوثيقة في مجتمع الملاكمة مكنت آل الشيخ من إعادة رسم ملامح الترويج لمباريات الملاكمة عبر دمجها بعناصر من الثقافة الترفيهية الحديثة، معتبرة أن «فكرة ربط الحدث بلعبة الفيديو «غضب قاتل.. مدينة الذئاب» خطوة عبقرية»، لأنها تمكن من جذب جمهور شاب من محبي الألعاب الإلكترونية، وخلق تفاعل فريد بين عالم الرياضة وعالم التقنية.
المباراة كانت مثيرة، لدرجة أن حساب.Ring Magazine طالب بعدم إعادة النزال لأنه قد ينتهي بوفاة أحد البطلين، وكتب :«من أجل صحة كلا الرجلين، يجب أن نضغط عليهما لعدم إعادة المباراة. لقد فقد هذان الرجلان بضعة أعوام من حياتهما بالفعل في تلك الجولات النهائية. التداول المستمر دون راحة. يا لها من معركة! احترامي لكلا الرجلين».