بين العريجاء وميلانو.. جايا سلاح إنزاجي السري

في عالم الساحرة المستديرة، تتشابك الأحلام بالواقع، وتتصادم الانتصارات مع الانكسارات، يقف سيموني إنزاجي مايسترو يقود أوركسترا الطموح والدهاء التكتيكي.
اسمٌ يتردد الآن بقوة بين شوارع ميلانو الحالمة، وعريجاء الرياض الطامحة، مع أنباء صفقة انتقاله إلى قيادة فريق الهلال الأول لكرة القدم، بعقد يصل إلى 20 مليون يورو سنويًا.
إنزاجي، الذي قاد إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بإطاحته المدهشة بعملاق إسبانيا، يبقى لغزًا ساحرًا، ورجلًا يمزج شغف الملاعب بجذوره الكروية العميقة، ويحول كل تحدٍ إلى لحنٍ من المجد.
في بياتشنزا الإيطالية، وُلد إنزاجي، 5 أبريل 1976، وسط عائلة تنبض بكرة القدم.
والده جيانكارلو، تاجر أقمشة، ووالدته مارينا، ربة المنزل، التي زرعت فيه التواضع والانضباط، شكلا أرضية صلبة لأحلامه.
قدوته الحقيقية شقيقه الأكبر فيليبو، أسطورة ميلان، الذي كان فناء منزلهما شاهدًا على نزالات فارسين صغيرين بين المهاجم المتألق، والأخ الهادئ الماكر. يروي إنزاجي بابتسامة نادرة: «كنتُ دائمًا الأقل صخبًا، لكن قلبي كان يشتعل بروح التحدي». هذا التنافس الأخوي، الممزوج بالدعم، صقل شخصيته، جاعلًا منه رجلًا يعشق الفوز، لكنه يحتفظ بهدوء القادة العظماء.
في حياته العاطفية، وجد إنزاجي ميناءه الآمن مع جايا لوكارييلو، سيدة الأعمال الإيطالية، التي تتحرك بأناقة بعيدًا عن فلاشات الصحافة.
علاقتهما، التي بدأت في أوائل الألفية، تكللت بزواج في توسكانا عام 2018، حضره نجوم، مثل نيستا، وماتيراتسي.
جايا، التي تدير عالمها في الموضة، هي «السلاح السري» لإنزاجي، الداعمة التي تحميه من عواصف التدريب، وترد له توازنه، له ابنان: توماسو «2001»، من علاقة سابقة مع الممثلة أليسيا كاليجاري، ولورينزو «2013».
يتحول إنزاجي، بعيدًا عن الملاعب، إلى أبٍ يركض خلف لورينزو في حديقة منزلهما بميلانو، أو يهتف لتوماسو في مباريات الشباب، كما قال لـ«كورييري ديلو سبورت» عام 2022: «أبنائي هم أكسجيني.. أغلق باب المنزل وأنسى كرة القدم».
إنزاجي لا يزال وفيًا لأصدقاء طفولته في بياتشنزا، مثل كورادو، ودافيد، دائرته «الخاصة»، التي تحميه من زيف الشهرة.
يصفونه في «لاجازيتا ديلو سبورت» عام 2023 بأنه «الصديق الذي يبقى كما هو، حتى وهو يقود عمالقة أوروبا».
يلتقون في مطاعم ميلانو، أو في إجازات صيفية بسردينيا، إذ يتلذذ إنزاجي بالمأكولات البحرية، ويهرب من مطاردات الصحافة.
يكره الكذب، يتبادل النكات بمرح، لكنه يتحول إلى قائد حديدي حين يتعلق الأمر بالعمل أو العائلة.
خارج الملاعب، ينجذب إنزاجي إلى سحر ساحل أمالفي، حين يبحر مع عائلته تحت شمس البحر الأبيض المتوسط.
ويعشق ألحان لوتشيو باتيستي الإيطالية، ويغوص في سير أساطير، مثل أليكس فيرجسون.
يحافظ على لياقته بنظام غذائي صارم، وجري يومي، كما لو كان لا يزال لاعبًا. شقته الفاخرة في حي بريرا بميلانو، بتصميمها البسيط ولمساتها العصرية، تحتضن مكتبًا صغيرًا مليئًا بجوائز وذكريات مسيرته، كأنها متحفٌ صغير لأحلامه.
لكن الأيام ليست كلها جميلة، في 2008، تصدر انفصاله عن أليسيا كاليجاري عناوين صاحبة الجلالة، وحافظ على علاقة محترمة من أجل توماسو.
وفي 2023، كادت خسارة نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي تكسره، لكن عائلته وأصدقاءه أعادوه إلى الطريق.
داخل المستطيل الأخضر، تألق إنزاجي مع لاتسيو منذ 1999، وفاز بالدوري الإيطالي 2000، ثلاثة ألقاب كأس إيطاليا، وكأس السوبر الأوروبي.
لم ينسَ أحد رباعيته الأسطورية ضد مارسيليا في دوري الأبطال 2000، وهو يرقص فرحًا أمام المدرج الأزرق.
بعد اعتزاله في 2010، بدأ تدريب شباب لاتسيو، ثم قاد الفريق الأول عام 2016، محققًا كأس إيطاليا، وكأس السوبر مرتين.
في 2021، تولى إنتر ميلان، ليحلق بالفريق إلى لقب الدوري 2024، ونهائي دوري الأبطال مجددًا، في مسيرة تجمع بين العبقرية التكتيكية وروح المقاتل.
الآن، مع اقتراب موسم الحصاد، يقف إنزاجي على مفترق طرق، بين إغراء الهلال بمغامرة جديدة، وعينين ترقبان كأس أوروبا مع الإنتر، وفي كل الحالات يبقى سيموني العبقري الحالم، وقاهر طموحات البرشلونيين.. هل يكفي هذا؟