|




عبدالله الطويرقي
«ما بين هلال الماضي والمستقبل»
2025-05-13
كان الهلال الموسم الجاري مرشحًا فوق العادة لحصد كل البطولات التي شارك فيها، مع استقرارٍ إداري وفني، ونجومٍ من الطراز الأول، يتقدَّمهم مالكوم، وسافيتش، وروبن نيفيز، إضافةً إلى نخبةٍ من النجوم المحليين. مع ذلك كانت النهاية مخيبةً لآمال جماهير الزعيم، فالهلال فقدَ لقب كأس الملك، وخرج من كأس النخبة الآسيوية، وظهر عليه الإرهاق الذهني في اللحظات التي تحتاج فيها الفرق إلى شخصية البطل!
الهلال، بعد سلسلةٍ طويلةٍ من الانتصارات والهيمنة المحلية، قد يكون عانى من التشبُّع الذهني! واللاعبون الذين اعتادوا على حصد البطولات، وجدوا أنفسهم في مواجهة ضغطٍ نفسي كبيرٍ للحفاظ على مستواهم. هذا الأمر أرهقهم ذهنيًّا قبل أن يرهقهم بدنيًّا، وجعل الفريق يظهر بمستوى باهتٍ في المباريات الكبرى حيث الروح الجماعية كانت غائبةً، وكأنَّ الرغبة لم تعد كما كانت!
ومن العوامل المهمة أيضًا وراء ذلك، أن المدرب جيسوس كان محاطًا بشائعاتٍ قويةٍ حول اقترابه من تدريب المنتخب البرازيلي، وسواءً كانت هذه الأخبار صحيحةً أم لا، كان أثرها قد بدا واضحًا على شخصية المدرب، فالتشتُّت في التركيز، ظهر في قراراته الفنية، وتبديلاته، وحتى في طريقة تحفيزه اللاعبين. بدا وكأنَّه يفكر في مشروعه المقبل أكثر من التفرُّغ لمواصلة الانتصارات مع الهلال، ما ألقى بظلاله على نتائج الفريق في لحظات الحسم!
وعلى الرغم من كتيبة النجوم في صفوفه إلا أن الهلال، لم يظهر بالشكل المتوقَّع في المواجهات الحاسمة، فالأخطاء الدفاعية، وعدم وجود حلولٍ هجوميةٍ متنوِّعةٍ، كانت كلها مؤشراتٍ على قصورٍ فني في القراءة التكتيكية للمباريات الكبيرة، وربما على عدم انسجام كافٍ بين اللاعبين!
صحيحٌ أن الهلال حصل على صفقاتٍ من العيار الثقيل، لكنَّ التاريخ الرياضي يُعلِّمنا أن لا شيء يصنع فريقًا جاهزًا للبطولات دون انسجامٍ واستقرارٍ فني حقيقي. ربما بالغ الهلال في الاعتماد على الأسماء اللامعة، وأهمل بناء فريقٍ متجانسٍ، يحارب على كل جبهةٍ بالقوة نفسها. لا يمكن إنكار أن إدارة الهلال وفَّرت كل مقومات النجاح، لكنْ ربما كانت هناك ثقةٌ مفرطةٌ في مشروع جيسوس دون تدخُّلٍ في الوقت المناسب لتصحيح المسار، خاصَّةً عندما ظهرت مؤشرات فقدان السيطرة التكتيكية في بعض اللقاءات، وعندما بدأت الشائعات تُشتِّت تركيز المدرب!
على إدارة الهلال مراجعة وتقييم وضع الفريق فما حدث الموسم الجاري، يدقُّ ناقوس الخطر، وهو أيضًا رسالةٌ بأن البطولات لا تُضمَن بالأسماء فقط.