|




أنشيلوتي والبرازيل.. تحدّ جديد بين القائمة والهيبة

الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب فريق ريال مديد الإسباني الأول لكرة القدم الحالي، ومدرب المنتخب البرازيلي بدءًا من 26 مايو الجاري، أثناء احتفاله بالفوز بكأس دوري أبطال أوروبا على بوروسيا دورتموند عام 2024.(الفرنسية)
ريو دي جانيرو ـ الفرنسية 2025.05.14 | 02:32 pm

أمام الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب فريق ريال مديد الإسباني الأول لكرة القدم الحالي، تحدٍ جديد من أجل الارتقاء بالمنتخب البرازيلي إلى مكانته الطبيعية، أحد عمالقة اللعبة الشعبية الأولى، وإعادة أبطال العالم خمس مرات قياسية للعب دورهم التقليدي.
لكن التحدي لا يبدأ بقيادة البرازيل إلى لقبها العالمي الأول منذ عام 2002، والسادس في تاريخها، بل بمحاولة التأهل إلى مونديال 2026، وتعويض الفوارق الفنية، التي تفصل «سيليساو» حاليًا عن غريمه الأرجنتيني، بطل 2022، الذي حسم أولى بطاقات أمريكا الجنوبية إلى النهائيات.
ولا يبدو أن هناك متسعًا من الوقت أمام ابن الـ 65 عامًا، الذي يبدأ مهمته رسميًا، 26 مايو الجاري، أي في اليوم التالي لمباراته الأخيرة مع ريال مدريد ضد ريال سوسييداد في ختام الدوري الإسباني.
ويُعد الرجل، الذي قاد ريال مدريد إلى 15 لقبًا خلال فترتيه مع النادي الملكي، بينها ثلاثة في دوري أبطال أوروبا، أول مدرب أجنبي للبرازيل، والرابع، الذي يتولى مهمة قيادة «سيليساو» في غضون ثلاثة أعوام، ما يظهر حجم التخبط، الذي يعيشه أبطال العالم خمس مرات.
المهمة الأولى تنتظر أنشيلوتي عند المنعطف، وهي الإعلان عن تشكيلته لمباراتي الجولتين الـ 15 والـ 16 من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2026 ضد الإكوادور والباراجواي في الـ 25 من يونيو المقبل.
وقال كافو، النجم السابق، الذي كان آخر قائد برازيلي يحرز كأس العالم عام 2002، لوكالة «فرانس برس» عن التعاقد مع الإيطالي: «مجرد الإعلان عن أنشيلوتي مدربًا جديدًا منح الناس الأمل، لكن تنتظره مسؤولية ضخمة جدًا، وهي قيادة البرازيل إلى لقبها العالمي السادس».
وتابع كافو، الذي لعب آخر مواسمه تحت قيادة أنشيلوتي مع ميلان الإيطالي بين 2003 و2008: «التحدي الأكبر، الذي يواجهه، هو الوقت، لمنح سيليساو هوية في الملعب، أنشيلوتي يعرف جيدًا كيف يدير غرفة الملابس، ويعرف كيف يجعل اللاعبين يفهمون ما يتوقعه منهم، سيتعين عليه أن يجعل سيليساو يلعب فريقًا واحدًا، والتخلي عن الأنانية، والسعي لتحقيق هدف واحد».
ويرى الصحافي البرازيلي جوستافو هوفمان، العامل في شبكة «إي أس بي أن» الرياضية، الذي تابع أنشيلوتي في مدريد يوميًا خلال الأعوام الأخيرة، بعدما غطى مباريات «سيليساو» لفترة طويلة، أن التحدي الرئيس هو ضمان استعادة البرازيل قوتها الجماعية، مضيفًا: «لن يكون أمامه المتسع من الوقت لفعل ذلك»، مُذكِرًا أن الإيطالي سيخوض تجربته الأولى مدربًا للمنتخب من دون أن يتمكن من التواصل اليومي مع لاعبيه، خلافًا لحاله على صعيد الأندية.
ويركز هوفمان على ضعف المستوى في مركزي الظهيرين، حيث يعاني لاعبون، مثل فاندرسون، من أجل فرض أنفسهم في مركزين كانا سابقًا من نقاط قوة المنتخب، بعدما شغلهما لاعبون، مثل كافو، وروبرتو كارلوس، وأخيرًا مارسيلو.
لكن مفتاح التوازن الدفاعي قد يأتي من خط الوسط مع احتمال عودة كاسيميرو، الذي غاب عن المنتخب منذ أكتوبر 2023، إذ يحظى بتقدير كبير من أنشيلوتي بعدما لعب تحت قيادة الأخير في ريال مدريد قبل الرحيل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وبعدما عانى لفترة طويلة منذ رحيله إلى يونايتد في 2022 نجح في رفع مستوى لعبه في الأسابيع الأخيرة، بحسب هوفمان، الذي يرى المنتخب يلعب بتشكيلة 2ـ4ـ4 مع أنشيلوتي، مثل ريال مدريد هذا الموسم.
وتلوح في الأفق البرازيلي قضية أخرى، تتمثل بتحديد ما إذا كان ينبغي على المنتخب البرازيلي الاستغناء عن نيمار، هدافه التاريخي، صاحب الـ 33 عامًا، الذي عانى من إصابات متكررة.
وكان من المقرر أن يلتحق نيمار بالمنتخب الوطني، مارس الماضي، بعد عودته إلى بلاده للدفاع عن ألوان سانتوس، فريقه السابق، لكن مشكلة أخرى في الفخذ أبعدته عن الملاعب مرة أخرى.
وعن ذلك، أكمل هوفمان: «إذا كان لائقًا بدنيًا، ويلعب بانتظام، فإن وجوده في سيليساو أمر لا جدال فيه، لكن خلافًا لسلفه دوريفال جونيور، فإن أنشيلوتي لن يقضي وقته في انتظار نيمار».
من جهته، رأى باولو فينيسيوس كويلو، الكاتب في موقع «أوول»، أن أنشيلوتي يحظى باحترام كبير، لدرجة أن أحدًا لن يطالب بمعاملة خاصة لنيمار.
ويتعين على المدرب، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد ألقاب دوري أبطال أوروبا «5»، استخراج أفضل ما في المهاجمين، مثل فينيسيوس جونيور، ورافينيا، اللذين يلعبان أدوارًا قيادية في ريال مدريد وبرشلونة، لكن تأثيرهما لم يظهر بعد في المنتخب الوطني.
وتحتل البرازيل حاليًا المركز الرابع في تصفيات أمريكا الجنوبية، ولا يبدو وصولها إلى المونديال في خطر، بعدما رُفِعَ عدد المقاعد المؤهلة مباشرة إلى النهائيات لستة، مع إمكانية تأهل منتخب سابع عبر الملحق، لكن هناك إحصائية، وهي أن شباك المنتخب تلقت 16 هدفًا في 14 مباراة بخمس هزائم، بينها اثنتان ضد الغريم التاريخي الأرجنتين.
وللمقارنة، أنهى منتخب البرازيل بقيادة تيتي تصفيات كأس العالم 2022 من دون هزيمة، فيما استقبلت شباكه خمسة أهداف فقط.