|




سلطان الزهراني
الورقة في الحافلة
2025-05-18
السقوط لا يعني النهاية، فسقوط أوراق الشجر تعني بداية فصل جديد وسقوط العظماء هو بداية لعودة قوية تخرس كل الألسن التي سخرت منهم يومًا ما.
الصغار على الرصيف متأهبون لوصول الحافلة للذهاب للمدرسة مشهدٌ يتكرر كل يوم عند السادسة صباحًا. فالمشهد ليس غريبًا، بل أصبح في اللاوعي لكل من يشاهده.
آخر طفل ينزل من الحافلة حاملًا حلمه على كتفه تسقط منه ورقةٌ.. السائق لا يكتفِ بإيصال الطلاب، بل يمر على المقاعد للتأكد من نزول الجميع وأنه لا يوجد أي غرضٍ يخص طالبًا من الطلاب فتلك أمانة لا بد من الوفاء بها، وجد السائق تلك الورقة التي سقطت ولم يستطع أن يتعرف على صاحبها فكتب لمدير المدرسة ليبلغ الطلاب أن من فقد ورقة له في الحافلة فليحضر للمكتب لاستلامها، فأصبح اللغز شائعًا في كل الصحف بالمدينة واستمر الإعلان لفترة من الزمن حتى وجدوا صاحبها بعد أسابيع من التوتر.
وفي وسطنا الرياضي منذ أكثر من عقدين من الزمن وما زالت المشاكل التي يتحدث عنها الجمهور والإعلام هي نفسها التي يتناقش فيها اليوم مع اختلاف الوسائل والتقنيات الحديثة على سبيل المثال لا الحصر مشاكل لجان الاحتراف والانضباط وعدم تطبيق اللوائح على الجميع.. هذه جزءٌ من المشاكل التي سبَّبت صداعًا مزمنًا للمتابع الرياضي.
الحافلة أضاعت الطريق أو تأخرت في الانطلاق هو تأخير وفقًا للنظام وبنوده المطاطية التي بحت أصواتنا ونحن نطالب بتغييرها لمواكبة التطور الهائل في التشريعات الحكومية في بلدنا في كافة القطاعات.
وفي الاحتراف شكلًا والعشوائية موضوعًا ما زال العمل بدائيًّا، وليس فيه أي استخدام صحيح للتقنية التي سهَّلت الكثير من الإجراءات والأعمال التي تأخذ وقتًا طويلًا.
ورقةٌ سبَّبت ضجةً لم تهدأ حتى اللحظة وتبعاتها لن تقف عند إصدار قرار بعد أن طارت الطيور بأرزاقها، بل ستستمر لسنوات بسبب ترك النار تحت الرماد دون أي حلول.
ليس من المعقول معلومة تفرغ اللاعب من عدمه تعجز لجنة الاحتراف في الحصول عليها في ظل التقدم التقني ووسائل الربط الحديثة بعد أن أصبحت الشكوى تدور من مكتب إلى آخر لمدة شهرين وأكثر دون أي نتيجة سريعة تحسم كل الجدل الذي يدور حول القضية، وللأسف النظام يحمل المسؤولية على النادي في حال لم تكن معلومات التسجيل صحيحة دون أن يتحرك لتطوير اللوائح وتسهيل الإجراءات والربط مع الجهات ذات العلاقة.
أليس من الأجدر على اللجان القضائية أن تحدث لوائحها باستمرار وأن تستبق الأحداث قبل وقوعها في تطوير اللوائح والأنظمة ومواكبتها لكل التطورات التي تحدث في عصرنا الحالي؟
إن اللجان القضائية ما زالت تعاني كثيرًا من ناحية دراسة المواضيع وتسهيل الإجراءات وتطوير اللوائح واتخاذ القرارات بشكل سريع يضمن عدالة المنافسة بين الجميع وهذا ما نفتقده منذ زمن بعيد وحتى هذه اللحظة.
المشكلة أن مدير المدرسة ووكيلها والسائق يعلمون أن الورقة في الحافلة، ولكنهم يصرون على أن يبحثوا عنها في الصحراء القاحلة.