|




صالح الطريقي
أين أخطأ «سالم والإدارة»؟
2025-05-22
انتهى مسلسل «تجديد سالم للهلال» بعد رواية الكثير من الأساطير حول تأخر التوقيع، وما نوع المرض الذي ألغى حفل التوقيع، وتصريحه «أنا من طلب تأجيل المفاوضات معي للتفاوض مع زملائي، فأنا قائد الفريق، وتهمني مصلحة النادي قبل مصلحتي».
ويمكن لنا مناقشة التجربة دون أن تطاردنا تهمة «المخرب»، لنستفيد منها في المستقبل.
في البدء، المفاوضات بصفة عامة سببها خلاف بين طرفين لتضارب مصالحهما، فكل منهما يرى العدل أن تنفذ شروطه، فيبدأ التفاوض للوصول إلى حل مقبول بينهما.
تزداد المفاوضات تعقيدًا إن كان هناك أطراف تنافس فترفع قيمة العقد، أو أطراف لا تنافس، لكنها قوة ضاغطة.
وأعني الجماهير، فهي قوة لا عقلانية تضغط على الطرفين، فيحاول كل طرف استمالتها لتقف بصفه.
فأين أخطأ «سالم» بالمفاوضات؟
كان «سالم» يحاول إخفاء أنه يبحث عن مصلحته «وهذه طبيعتنا»، فقدم نفسه كعاشق للهلال، سيضحي بمصلحته أو كما قال: «تهمني مصلحة الهلال قبل مصلحتي».
هذه الصورة سرعان ما هدمت، فعدم تحقيق شروطه فرض على «سالم» المماطلة، ليحقق أهدافه، فكشف عن حقيقة عشقه.
وكان على «سالم» ألا يصرح للإعلام، وأن يردد لزمة لا يغيرها أبدًا طوال المفاوضات مفادها: «موضوع المفاوضات عند وكيلي، أنا متفرغ للعب»، وهكذا لن يراه الكثير «العاشق الخائن».
فهل يستفيد اللاعبون من تجربة «سالم» في المستقبل، فلا يكرروا الخطأ؟
أما خطأ إدارة الهلال فكان واضحًا قبل أن يصلوا للتفاوض مع «سالم»، وهي المبالغة بصفقات «حسان والحربي» أكثر من 200 مليون ريال.
دون أن تنتبه الإدارة أن لديها 16 لاعبًا سعوديًا، أحدهم أفضل لاعب «سالم» اقترب عقده على النهاية، ولن يجدد مع النادي بأقل مما أخذه لاعبا الاحتياط «حسان والحربي».
هذا الخطأ الواضح والفاضح، تجاهله إعلام الهلال، ولم ينقد أو يحذر الإدارة من مغبة المبالغة بقيمة العقود، حتى لا تدفع الثمن غاليًا في المستقبل.
وكانوا فرحين ومشغولين «بمجاكرة» الإعلام المضاد.