|




سعد المهدي
دفاع الهلال وهجومهم
2025-05-24
علي البليهي ثغرة الدفاع في الهلال، أم الثغرة التي يتسلل منها البعض لمهاجمة الهلال؟ أرى أن هذا سؤال مهم يحتاج إلى جواب يحيط بالحالة الهلالية بكل جوانبها، وأن يتجاوز في الحكم «الرغبوية» ويقترب من القراءة التحليلية الشاملة، والمقاربات مع الغير من اللاعبين في دوريات العالم، أن يخرج من دائرة الترف التي في غير محلها إلى الاقتراب من واقع كرة القدم بكل تفاصيلها، وغرائبها.

كان من الطبيعي ألّا يقبل جمهور الهلال ومحبوه أن يفرط في ألقاب موسمه الأسطوري مع أنه ماضٍ، وكان يمكن أن تتغير أهداف موسم الحاضر، ومواسم المستقبل، إذ أنه من الصعب تكرار اللقطة نفسها، وبالتالي أن يتهيأ جميعهم لنسخة جديدة ناجحة ليست طبق الأصل، لكنها بملامح واضحة تشبهها، ولأنه لم يحدث، تعجلوا لتحديد «سبب وفاعل» تنامت مع مصادقة المحللين الفنيين «الظرفية» لتتشكل هبة اسمها «البليهي» الفاشل وخط الدفاع الضعيف، كان ذلك في المنعطف الأخطر لتتحقق أهداف الجميع كل إلى ما هدف إليه، ويخسر الهلال.

كنا نعرف أن الخط المكون من ظهيرين وقلبي دفاع، يسمى خط الدفاع وظهر الفريق، الذي يحميه، كان ذلك عندما يتحول الفريق إلى قسم يهاجم بأكمله عدا أربعة ينتظرون دورهم في التصدي لزحف الفريق المنافس، اليوم، وبطرق رسم أماكن اللاعبين، وخطط مهامهم وواجباتهم، أصبحت مسؤولية الدفاع عن الشباك جماعية، مع تنظيم دفاعي لضبط حالات التسلل والثغرات، التي يمكن أن ينفذ منها لاعبو الفريق المقابل، ورغم ذلك ظل «السنتران» يتحملان كل ردات الفعل عند الجمهور والإعلام لأنهما بقيا يحملان اسم «المدافع»، ومعه يتحملان كل أخطائهم، التي في الغالب ساهم فيها بقية اللاعبين، هذا يحدث مع كل الأندية في عالم كرة اليوم.

برشلونة وليفربول حسما لقب الدوري الإسباني والإنجليزي قبل جولتين من نهايتهما، وتلقت شباك الأول 39 هدفًا، والثاني 40، ومع دور عدد الجولات بزيادة عدد أندية الدوري عن دورينا بناديين في نسبة التسجيل، إلا أن ذلك لا يؤخذ به عندنا، ويظهر ذلك حين يذكر أن الهلال لم تتلق شباكه هذا الموسم مثل هذا العدد من الأهداف، أو عندما لا يرون أنه من الصالح العام أن ينهي حسم الدوري قبل جولتين أو أكثر، أو يوسع الفارق النقطي إلى أكثر من عشر نقاط، ولم يقتنع بما فيهم المحللون الفنيون أن الأهداف معظمها، إن لم تكن كلها، نتيجة أخطاء تم استثمار بعضها إلى أهداف، ولو كان جميعها لتقارب نتائج المباريات مع ما تنتهي به مباريات لعبة كرة اليد.

أحاول أن أتذكر عدد الأهداف في كل البطولات والدوريات، التي لا تأتي من كرات عرضية، أو من العمق، أو تحولات بارتداد ناجح أو ركلات ثابتة من نقطة الجزاء أو الركنية، أو من خارج منطقة الجزاء، فلا أجد، ورغم ذلك هناك من يطالب اللاعبين والمدربين بوجود حل لمنعها أو جعلها قليلة، لكنهم يطربون عندما تسجل لصالح أنديتهم أو منتخباتهم، لا يرون فيها فنيًا إلا قدرة ومهارة وتفوقًا.... الهلال في بطولة كأس العالم للأندية يحتاج إلى أن يكون فريقًا يتنافس لاعبوه مع بعضهم وأنفسهم، وألا يركنوا إلى من جعلهم أو يريدهم خط دفاع ضعيفًا يجب إبعاد عناصره دون حتى أن يذكروا كيف يمكن استبداله بمن لا يخطئ، وأين يمكن أن يوجد؟!