|




أحمد الحامد⁩
تغريدات «إكس»
2025-05-25
تغريدات «إكس» في الأيام الماضية لم يتسيدها موضوع واحد، تغريدات كرة القدم ثابتة لا تختفي، حتى في الأيام التي لا تقام فيها المباريات. بعض المغردين يرون في مباراة فريقهم القادمة مهمة جديدة، يسكنهم بعض القلق الخفي، وإن كان الفريق المقابل في أسفل الترتيب، لإدراكهم أن الخسارة جزء لا يتجزأ من عالم المستديرة.
التغريدة الأولى عبارة عن حكاية قصيرة غرد بها محمد، قد لا تكون حقيقية، لا يهم، معناها هو المهم «أب قبل أن يموت قال لابنه: هذه ساعة جد جدك، عمرها أكثر من 200 عام، لكن قبل أن أعطيك إياها، اذهب لمحل الساعات في أول الشارع، وقل له أريد بيعها، وانظر كم سعرها. ذهب ثم عاد لأبيه، وقال: الساعاتي دفع فيها 5 دولارات لأنها قديمة. قال الأب: اذهب إلى محل «الأنتيك». ذهب ثم عاد وقال: دفع فيها 5 آلاف دولار. قال الأب: اذهب إلى المتحف واعرض الساعة للبيع. ذهب ثم عاد وقال لأبيه: أحضروا خبيرًا وقيّمها، وعرضوا عليّ مليون دولار مقابل الساعة. قال الأب: أردت أن أعلمك أن المكان الصحيح يقدّر قيمتك بشكل صحيح، فلا تضع نفسك بالمكان الخاطئ، ثم تغضب إذا لم يقدروك». أعجبني هدف الحكاية، ولا أعرف لماذا في تراثنا العربي لا يوصي الأب أبناءه إلا قبل أن يموت ؟ لماذا لا يوصيهم وهو سليم وفي عافيته؟
منذ أن أصبح هناك كاميرا في الجوال والتصوير لا يتوقف، أمهات يصورّن تفاصيل حياتهن وحياة أبنائهن، فتيات يصورن كل يوم أين ذهبن وماذا اشترين، شباب يصورون متفاخرين بما يملكونه من سيارات، وكأنهم هم من صنعوا تلك السيارات، حتى بعض الرجال لا يفوتون تصوير ضيوفهم وهم يأكلون على سفرة الطعام، تغريدة للدكتور خالد آل سعود وصف فيها هذه الفئة «لا يقدم على تصوير ضيوفه وهم على «سُفرة الطعام» ونشرها عبر مواقع التواصل إلا فاقدًا لمروءة الرجال، وكأن لسان حاله يقول: شوفني.. أنا الشهم السخي !!!».
أذكر أن أحدهم صوّر ضيوفه على سفرة الطعام، ثم أضاف على الفيديو أغنية عن العطاء كان مطلعها: ياما عطينا !!. لماذا يتعب المُحب ؟ أليس الحب بوابة سعادة، وحياة مليئة بالعاطفة ؟ هناك تفسير للتعب الذي يصيب المحبين، قد يكون المسؤولية، أي مسؤولية الحب نفسه، أو قد يكون وبصورة أوضح ما قاله الأديب الروسي بوريس فاسيلييف، الاقتباس غرد به حساب روائع الأدب الروسي «من اللحظة التي يفهم فيها الإنسان أنه وقع في الحب، يتوقف عن العيش من أجل نفسه، ويسعى للعيش من أجل من يحب».
لم أكن من محبي مادة الرياضيات، أحببت دروس الهندسة، لكني لم أحب المسائل الرياضيّة، قرأت نكتة عن مادة الرياضيات وأعجبتني، غرد بها حساب نكت مضحكة «ودي أشوف أستاذ رياضيات يغرق ويقول أنقذوني، وأنا أقوله احسب ارتفاع البحر ومساحته ثم برهن أنك تغرق».